كتب يتاريخ . نشر في أحداث

العنف المنزلي في زمن فيروس كورونا

العنف المنزلي في زمن فيروس كورونا

قد تكون رسالتي قاسية على المسمع... لكن، هذه هي الحقيقة! كثيرات من النّساء لاقين حتفهنّ بسبب بقائهنّ مع رجال عنيفين...

لأجل ماذا؟ أحترامًا للعادات؟! وخوفًا من التّقاليد؟! وتجنّبًا لكلام المجتمع؟! كفى!

ما كاد العالم يبدأ بمرحلة انخفاض العنف المنزلي... حتى عادت وارتفعت إلى نسبة 100% في الأشهر القليلة الماضية... الأمر الذي دعى المنظّمات والهيئات المعنيّة بظاهرة العنف إلى مطالبة حكوماتها باتّخاذ الإجراءات اللّازمة والتّدابير التي تحدّ من تفشّي هذة المشكلة ومن تصاعدها...

فقد صرح الامين العام للأمم المتحدة "انطونيو جوتيريش" أنّ العنف لا يقتصر على ساحة المعركة... فبالنّسبة للعديد من النّساء والفتيات، إنّ أكثر مكان يخيّم فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهنّ: منزلهن... فالجمع بين الضّغوط الإقتصادية والإجتماعية النّاجمة عن كـوفيد-19، وكذلك القيود المفروضة على التّحرّك والخروج من المنازل، أدّت كلّها إلى زيادة كبيرة في عدد النّساء والفتيات اللواتي يتعرّضن إلى الإساءة...

 لكن لنكن واضحين فيما يتعلق بموضوع العنف... لا يوجد أي مبرّر أو أي سبب يعطي للشّخص الحقّ في إسقاط الضّغوطات النّفسيّة التي يواجهها على أفراد منزله... ملازمة المنزل لفترات طويلة، إضافة إلى الظّروف الاقتصاديّة والمعيشيّة التي يمرّ بها العالم في الوقت الحالي، قد تؤدّي إلى بعض الاحتكاكات والمناوشات التي لا يخلو منها أي منزل... جميعنا نمرّ بحالات عصيبة دون أيّ شكّ... لكنّ استعمال العنف كوسيلة للتّنفيس عن الغضب أو القلق ليس إلّا "خللًا واعتلالًا نفسيًّا بالشّخص...

فالشّخص العنيف سواء لفظيًّا أو جسديًّا أو جنسيًّا... ما هو إلّا شخص معتلّ... نرجسيّ... ساديّ... كما أنّه لا يجب على المرأة المعنّفة السّكوت أمام ما تتعرّض له من إساءة...

بقاؤك مع رجل عنيف... وخوفك من التّوجّه إلى الجهات المعنيّة... سيكلّفك غاليًا جدًّا يا عزيزتي... فإن كان لديك أطفال... فهم سينشأون بشخصياتّ متزعزعة... خائفة... وقابلة للكسر بسهولة... أمّا فيما يتعلّق بك... فأنت ستكابرين للبقاء على قيد الحياة...

رسالتي موجّهة لكلّ إمرأة معنّفة... توفّقي عن إعطاء المبرّرات له... توقّفي عن الخوف من التّبليغ عنه... توقّفي عن إيذاء نفسك وأولادك جسديًّا... ونفسيًّا بسببه... وبسبب خوفك من نظرة المجتمع لك... فصدّقيني، أن يقولوا "مطلّقة" أفضل بكثير من قولهم "لترقد بسلام"!

قد تكون رسالتي قاسية على المسمع... لكن، هذه هي الحقيقة! كثيرات من النّساء لاقين حتفهنّ بسبب بقائهنّ مع رجال عنيفين... لأجل ماذا؟ أحترامًا للعادات؟! وخوفًا من التّقاليد؟! وتجنّبًا لكلام المجتمع؟! كفى!

الجأي إلى المساعدة... قد يكون مجتمعنا ذكوريًّا قاسيًا... لكن إن بقيت النّساء خائفات صامتات بوجه الظلّم... فكيف سيتحرّرن؟!

كذلك الأمر للأطفال... دعونا لا ننسى أيضًا أنّ العديد من الأطفال يتعرّضون أيضًا للعنف... ولردّات فعل الأهل... سواء من الأب أو الأمّ... هؤلاء لهم حقٌ علينا كمواطنين بأن نبلّغ عن أيّ حالات عنف ترونها أو تسمعونها... الكثير من الأشخاص سيقولون "مشاكل عائليّة"... "لن نتدخّل بأمور لا تعنينا"... لكن، صدّقوني قد تكون صرخات الأطفال أو النّساء طلبًا للمساعدة... وقد تكونين أنت السّبب في إنقاذ حياة عائلة...

لسنا مع تفكّك العائلات... ولا تدميرها... جميع العائلات لديها مشاكل... ولا يوجد عائلة مثاليّة... فحاولوا أن تحافظوا على رباطة جأشكم في هذه الفترات العصيبة... فلكلّ شخص همومه... تمسّكوا بالايجابية... مارسوا النّشاطات سوياً لتفريغ الشّحنات السّلبيّة... أوجدوا مساحات شخصية لممارسة نشاطات أو ابتكار روتين ليبعدك عن المشاحنات. صلّوا معًا... فبالصّلاة ستستنير قلوبكم وعقولكم... وتبعد شيطان الغضب من منازلكم.

دمتم سالمين.

العنف, النساء, العنف الأسري, حقوق المرأة, كورونا, العنف المنزلي, احموا النساء والأطفال, corona violence, الايجابية