كتب يتاريخ . نشر في أحداث

ماذا لو لم توجد "الجنّة"

ماذا لو لم توجد

لقبول الله في حياتنا... لا يهمّ من نكون... من أيّ بلد نحن... إلى أيّ مجموعة ننتمي... أيّ لغة نتكلّم أو أيّة ديانة نعتنق...

الإنسان بطبيعته لا يتقبّل فكرة أنّ الموت هو النّهاية... بعبارة أخرى، الإنسان لا يقبل فكرة أن لا حياة بعد الموت...

أتيت إلى الحياة في يوم مولدي... كبرت.. وبينما أنا في مسيرة الحياة مررت بأمور كثيرة.. منها الجيّد ومنها السّيّء... وبعدها... أموت... وها هي النّهاية؟! فكرة غير محبّبة! لا بدّ من وجود أمر آخر... لا يمكن للحياة أن تكون بهذه السّطحيّة...

أهمّ ما في الأمر أن يدرك الإنسان الهدف من حياته... أليس كذلك؟!

الجنّة... هذا في الحقيقة ما يكمل معنى الحياة لدينا... حياة أفضل...

إن كنّا نؤمن بوجود الجنّة، إذًا لا يجب أن نشعر بالمرارة بسبب عدم عدل الحياة معنا... لأنّنا ندرك ونؤمن بأنّ هناك أمرًا أفضل في انتظارنا في نهاية المطاف في ما بعد... بإيماننا بوجود الجنّة، تشعر أنفسنا بالحرّيّة... وتنظر نحو الأمام إلى اليوم الّذي فيه تصبح أرواحنا متحرّرة من قيود الجسد...

هل صدف أن سمعت أحدًا يقول: "ليس عليّ أن أموت وأعود إلى الحياة حتّى أتأكّد وأصدّق هذا..." في الحقيقة بعض الأشخاص فعلًا قد ماتوا لدقائق قليلة... ربّما لنصف ساعة... أو ساعة كاملة... وعادوا إلى الحياة... وقد أخبروا عمّا حصل معهم... وقصّوا على الآخرين ذلك الإختبار الّذي مرّوا به... وإذا أحببت أن تتأكّدي ممّا يقولون، يمكنك زيارة موقع اليوتيوب (youtube: near death experience)...

جميعهم يصفون ما حدث معهم، يتكلّمون عن الجنّة والله... الله الّذي هو المحبّة... يؤكّدون بأنّه يحبّنا أكثر ممّا يمكننا أن نتخيّل، لأنّ مع كلّ سعته، فإنّ خيالنا محدود...

يقولون بأنّ نعمته عظيمة... يقولون بأنّه يعرف كلّ واحد منّا شخصيًّا... وله خطّة لكلّ منّا... حتّى في مرورنا بحالات سيّئة وأوضاع مأساويّة وظروف قاسية، فإنّه يحوّلها كلّها في اتّجاه منفعتنا... يقولون بأنّ أبرع جمالًا ممّا نفتكر...

يقولون بأنّه لا يفرّق بين شخص وآخر... لا يهمّ من كان... ومهما كان... ومهما كانت قناعاته وأفكاره وديانته... مع العلم بأنّ معظم هؤلاء الأشخاص لم يؤمنوا بوجوده قبل اختباراتهم هذه... إنّما يقرّون ويعترفون بأنّهم استطاعوا أن يختبروا مدى محبّته...

إن كنت تؤمنين بأنّ هناك حياة بعد الموت... فإنّك:

تعيشين اليوم... وأنت تدركين أنّ وجودك اليوم هو تحت عناية الله ورعايته... وتعلمين جيّدًا بأنّك غير مقيّدة بماضيك... بل إنّك حرّة... وفي المستقبل... لا يجب أن تقلقي... لأنّ مستقبلك بين يديه... قولي لنفسك: كلّ شيء سيتغيّر لأنّ لي ملء الثّقة بالله المحبّ...

بالرّغم من عدم إيمانهم بالله، فإّن أولئك الّذي مرّوا بتجارب الموت، عادوا... ووصفوا الجنّة... وأجمل ما قالوه هو أنّ كلّ ما علينا فعله هو قبول الله في حياتنا... لا نحتاج إلى أمر آخر غير أن نقبله... لا يهمّ من نكون... ولا من أيّ بلد نحن... ولا إلى أيّ مجموعة ننتمي... لا يهمّ أيّ لغة نتكلّم... أو أيّة ديانة نعتنق...

محبّته أكيدة... غير محدودة وغير مشروطة...

لم يقل أحد منهم بأنّه هو ذلك الإله الّذي تتكلّم عنه المسيحيّة أو الإسلام أو الهندوس أو اليهوديّة... لكنّهم قالوا بأنّ محبّته ثابتة... مطلقة... كاملة...

قوّة محبّته لا توصف... المطلوب منّا؟! لا شيء سوى قبول محبّته...

الموت, الإيمان, محبة الله, الحياة بعد الموت, الجنة, هدف الحياة, قبول الله, محبة غير محدودة, الحب غير المشروط