كتب يتاريخ . نشر في أحداث

انتبهي جيّدًا...

انتبهي جيّدًا...

قصر النّظر... التّفكير السّطحيّ... البعد عن الواقعيّة... أمورًا تكلّف أثمانًا غالية في النّهاية... لذا علينا الإنتباه جيّدا لما يدخل إلى الذّهن والفكر...

لماذا عليّ أن أسير وراء الحشد؟!

انتبهي... وانتبهي جيّدًا، من تتبعين!

هل وصلنا في إدراكنا، وفهمنا، واستيعابنا الذّهنّي إلى درجة يمكننا أن نميّز بين الأمور الّتي تأتي بنتيجة والأمور الغير مجدية؟!

يقول البعض، لا يهمّ الموضوع الّذي نستمع إليه، صوابًا كان أم خطأ... بل الأهمّ هو الشّخص الّي يتحدّث عن الموضوع... وبينما أنا أصغي، هل أفكّر مرّة وأسأل نفسي، لماذا أنا أثق بهذا الشّخص؟!

من ناحية أخرى... يقول مستمعون آخرون، لا يهمّ من يلقي، إنّما منطقيّة هذه الأفكار هي المعيار الأساس... أو يسألون، ماذا عن الأفكار الّتي يطرحها المتكلّم؟!

فكّري معي قليلًا... من هو الأهمّ؟! الشّخص الّذي يقدّم أفكارًا؟! أم الأفكار الّتي يقدّمها شخص؟!

هل فكّرت يومًا بأن تطرحي تساؤلات على ما تصغين إليه؟! بعبارة أخرى، من المسؤول عن تمييز الأفكار الّتي تُطرَح أو تُقال؟! من يحدّد إن كانت أقوالًا صائبة... أو أفكارًا يمكن الإعتبار بها... أو آراءً دقيقة؟!

هل أنت هي المسؤولة عن تمييزها منطقيًّا بحيث تتبنّينها أو تطريحنها جانبًا؟! إن كانت الإجابة ب "لا"... فمن المسؤول إذًا؟ من المسؤول في الدّرجة الأولى عن الأفكار الّتي تدخل فكرك؟!

هل أنت من يجب أن تبحثي عن الحقيقة المتعلّقة بالأمور المختلفة؟! أم أنّك تتبعين الحشد دون تقييم منطقيّ، فقط سعيًا وراء الشّعور بالقبول والإنتماء؟!

أفكّرت يومًا بالدّمار الّذي قد تلحقه أفكار البعض بالآخرين؟! هل فكّرت في نفسك وتساءلت: هل أنا أشارك في انتشار هذا الدّمار دون علم أو يقين منّي؟!

عندما تدركين أين أنت من كلّ هذا، أقول لك...

لا يهمّ من أنت... لأنّ شخصيّتك... وكيانك... واعتباراتك... هي الأهمّ...

لذا... انتبهي من تتبعين، ولماذا... انتبهي أيّ أفكار تعتنقين... انتبهي جيّدًا...

الثقة, الإدراك, التفيكر المنطقي, الأفكار المدمرة, البحث عن الحقيقة, المسؤولية الفكرية, القدرة على التمييز, شعور القبول, شعور الإنتماء, اتباع الحشد, تمييز الصواب من الخطأ