كتب يتاريخ . نشر في أحداث

بماذا أفكّر في... ليلة رأس السّنة

بماذا أفكّر في... ليلة رأس السّنة

مع قرب نهاية العام الحالي... تخلّصي من كلّ شيء لا يستحق الإنتقال معك للعام الجديد...

تذكّرني ليلة رأس السّنة... بأنّني أكبر بعام كامل من المرّة السّابقة...

تذكّرني هذه اللّيلة بأنّ هاتفي الجوّال أصبح قديمًا... وبأنّ جهاز الكومبيوتر عندي مضى عليه عام كامل في الإستخدام...

تذكّرني ليلة العام الجديد بأن أنظر إلى نفسي في المرآة... وأتأمّل... هل ما زلت جميلة كما في السّابق؟!

هل ما زال جسدي في حال جيّدة... أم أنّه بدأ يترهّل... أو أنّ العمر بدأ يترك بصماته عليّ؟!

هل بدأ الشّيب يغزو شعر رأسي؟!

هل أخذت التّجاعيد بالتّسلّل إلى بشرتي، حول عينيّ، على جبيني، على خدّيّ؟!

وأيقنت... لقد كبّلتني تلك الأفكار... وتغلغلت في داخلي... وأبعدتني عمّا هو أهمّ من كلّ المظاهر الخارجيّة... حملتني موجة المظاهر بعيدًا عن جوهر الهدف من وجودي في هذه الحياة... لأنّ وجودي هنا على هذه الأرض ليس صدفة... ولا هو تكملة عدد للبشر... ولا أنا هنا لأهتمّ بمظهري الخارجي وأترك الدّاخليّ مهموكًا بهموم الحياة... أو مشغولًا بتلميع الواجهة الخارجيّة لذاتي...

وجودي هنا أهمّ من هذه القشور بكثير... أعلى وأسمى وأرفع من المادّيّات الفانية... وجودي هو رسالة أرادني الله أن أوصلها إلى كلّ من يعرفني...

عندما استوقفتني هذه الفكرة، تأمّلت بها جيّدًا وسألت نفسي... أين عليّ أذهب؟!

عزيزتي... اسألي نفسك هذا السّؤال...

لأنّني أنا قد وجدت الإجابة... وإلى أين سأمضي... المكان الوحيد الّذي سألجأ إليه هو عند خالقي... فالذّهاب إلى كنفه هو اللّجوء إلى مكان الإطمئنان... إلى السّلام والهدوء... إلى مرسى الأمان في وسط العاصفة... وأصل هذا المكان فقط عندما أطيعه وأعمل مشيئته في حياتي...

عام جديد, الجمال , المرآة, الأمان, ليلة رأس السنة, التقدم بالسن, اللجوء إلى الله, السلام والهدوء, مرسى الأمان