كتب يتاريخ . نشر في أحداث

هل أشبه نفسي؟

هل أشبه نفسي؟

بالحقيقة أنت لست "قبل” “ وبعد"... وليس بالضّرورة دائمًا أن تكون صور ال "بعد" أفضل وأكثر صحّة دائمًا...

دائمًا ما نسعى إلى إظهار الصّورة الرّائعة لنا أمام النّاس، كما أنّ وسائل التّواصل الإجتماعي أتاحت لنا هذه الفرصة بشكل كبير وموسّع... لكن، هل هذه هي الصّورة الحقيقيّة لنا؟ أم أنّنا نلبس شخصيّات أخرى لننال إعجاب النّاس!؟

هل سبق ونظرت إلى صوركِ سابقًا وتمنّيتِ أن يعود جسدك كما كان سابقاً؟!

أو رأيت إحدى مشاهير مواقع التّواصل وتمنّيت أن يبدو شكلك مثلها؟

هل سبق وشعرت بأنّك بحاجة إلى نشر صورك الخاصّة التي تركز على الجسد لإظهار ثقتك بنفسك؟

أصبحت الصّور الأكثر شعبيّة هي التي ترتكز على الجسد... سواء أكانوا من عشّاق الموضة، أو محترفي اللياقة البدنيّة، أو المؤثّرين، أو حتى المدوّنين... ترين أنّ النّسبة الأكبر من صورهم ترتكز عل أجسادهم (ملابس السّباحة والملابس الرّياضيّة والفساتين بأشكالها... الخ) لأنّ محترفي التّواصل الإجتماعي يعلمون أن الأجساد - وخاصّة النّسائيّة منها - هي ما تجذب الإعلانات والدولارات... وغالبًا ما نجدنا نقارن أنفسنا بهؤلاء الأشخاص، كوننا متابعين لهم.. فنجد أنّنا نحاول تقليدهم... وقد يعود علينا تقليدهم إمّا بشكل إيجابيّ أو سلبيّ.

يمكن لطبيعة الإنترنت، التي تركز على الصّور، أن تربك النّاس حول ما يعنيه أن تكون لديك ثقة في جسدك ونفسك... البعض منّا يتمنّى أن يبدو جسدهم كهؤلاء الذين يضعون صورًا لأجسادهم "قبل” “ وبعد"... لكن بالحقيقة أنت لست "قبل وبعد"... وليس بالضّرورة دائمًا أن تكون صور ال "بعد" أفضل وأكثر صحّة دائمًا... فالعديد من أصحاب هذه الصّور إما أصبحوا يعانون من اضطراب الشّهيّة... أو يتعاطون حبوب فقدان الشّهيّة الغير آمنة... أو يلجأون إلى الجراحة التّجميليّة... وقد يفرطون في ممارسة الرّياضة... ولا ننسى أيضًا أنّ معظم هذه الصّور يتمّ التّلاعب بها بسهولة بواسطة برامج تعديل الصّور.

علينا أن نتعاطف مع أنفسنا ومع أجسادنا، بدلاً من مقارنة أجسامنا مع الآخرين أو الحكم سلبًا على أنفسنا... قومي بالتّعاطف من أجل معرفة أنّنا جميعًا بشر... نتغيّر وننمو... لذلك دعونا نتوقّف عن التّفكير في أنفسنا من حيث كيفيّة ظهورها للآخرين... ونركّز على تحسين كيفيّة شعورنا تجاه أنفسنا... وما يمكن أن تفعله حقًّا أجسادنا لنكون أفضل... وإن كنت عرضة للشّعور بتعريف شكل جسمك، فمن المفيد أن تكوني واعية بمن تتابعينهم وتدركين تأثيرهم عليك... فجسدك هو أداة، وليس زخرفة... أيّ رسالة تجعلك تنسين ذلك، لا تستحقّ مكانًا في حياتك.

الثقة بالنفس, المظاهر, الصحة البدنية, التّواصل الإجتماعي, الصّحّة النّفسيّة, الجراحة التّجميليّة, تأثير الإنترنت, قبل وبعد, محبّة الذّات قبول الذّات, الجمال الخارجي, نشر الصّور