كتب يتاريخ . نشر في أحداث

لأنّ الله معنا

لأنّ الله معنا

أخبروني أنّ الله معنا نحن!! معنا أم معهم؟

كتب جنديّ إنجليزيّ يقول... قتلتُ جنديًّا ألمانيًّا، وحين فتّشته وجدت ورقة كتب عليها "نحنُ سننتصر لأنّ الله معنا"، خِفْتُ حينها... فقد أخبروني أنّ الله معنا نحن"!!

في الحقيقة... لا أعلم إن كانت هذه قصّة مجازيّة أم أنّها حقيقيّة... ولكن بكلّ الأحوال... هي معنى نعيشه ونراه حولنا كثيرًا، فأحيانًا نرى أنّ كلّ فريق ينظر للفريق الآخر المختلف عنه من منطلق أنّه مغضوب عليه، وأنّه هو وحده من يمتلك صكّ الأفضليّة... وكلّ في الحرب يظنّ أنّه هو الصّواب وأنّ الله معه، وأنّ عدوّه هو عدوّ الله.

ومن هذا المعتقد، نجد البعض يضحّي بحياته الّتي هي أغلى ما يملك، من أجل أعتقاده أنّ الحرب لله... وأنّه بطل ورجل من رجال الله... وأنّ الآخر هو عدوّ لله... إنّ الأمر خطير حقًّا... بأن ننصّب أنفسنا وكأنّنا الخليقة الوحيدة الصّائبة... وأنّ من هم سوانا هم الخليقة الخاطئة!!

فما رأيك لو نظر كلّ منّا من كرسيّ أخيه؟! وفكّر قليلًا... إن ربّما الآخر أيضًا يراه هكذا!

لماذا لا نجلس إلى مائدة الفكر ونعلم أنّ كلانا خلقه الله... وإنّ الله رزقنا... ويستجيب لنا... تمامًا كما للآخر... أيضًا خلقه، ورزقه، وشفاه، ولن يرضيه قتاله!

إنّ جميعنا نزلاء في العالم، وضيوف على طرقاته التي هي كالحديقة،  تمتلىء من جميع النّباتات والأشجار... وأيضًا فيها ما هو شائك... لكن ربّما علينا أن نتعايش مع الجميع، نقترب من الورود ونعلم أنّ للنّباتات الأخرى فائدة أيضًا، علينا أن نقبل ونتعايش في تلك الحديقة سويًّا لأنها ليست ملكنا نحن فقط، بل نحن ضيوف بالحديقة ولسنا ملّاكها.

هل فكرت يومًا: لعلّ الأخرين يرونني ضالّة تمامًا كما أظنّهم أنا؟

إصنعي ما ترينه مناسبًا لك، ولكن إقبلي الطّرف الأخر، واعلمي أنّ الله لم يخلقك سدى أو خطأ، بل له حكمة من وجودك في حديقته، "ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّة واحدة" هود 118

المحبة, الإختلاف, التعايش السلمي, الله معنا