كتب يتاريخ . نشر في أحداث

ثقافة الحب

ثقافة الحب

الحبّ جنّة، ويلزمنا لدخولها طهارة... طهارة قلب وفكر يُسفر عن سلوك محبّ وليس فقط عن كلمات، الحبّ ليس دقّات قلب فقط،

وليس مجرّد أشعار وقصائد من قيس إلى ليلى، ولا في شجاعة عنتر وإخلاص عبلة فقط.

هناك مفهوم آخر للحبّ، يمنحه صفة الإستمراريّة ويلغي تاريخ إنتهاء الصّلاحيّة من عليه... فلماذا يعتبر البعض أنّ للحبّ زمن... يفتر بعده أو يتغيّر على مرّ الأيّام؟

إنّ الحبّ هو التّيّار الخفيّ الّذي يسري فينا، فيمنحنا سلوك وطاقة وبذل وتضحية، هو الّذي به تتحمّل الأم عناء الحمل والولادة، ثمّ تعود بفرح لتعيد الكرّة من جديد، فتنجب ثانية، ناسية آلام المخاض...

الحبّ هو أن أسعد بتعبي من أجل من أحببت، وليس أن أبذل "مضطرّة أو مجبرة"، فالحبّ يمنحنا ولا يسلب منّا... 

ومن أهمّ علاماته، أن نُؤْثِر الآخر على أنفسنا، فلا نشتهي ما لنفسنا فقط - إن أردنا أن نُحبّ، فلندخل مدرسة الحبّ الّتي تُعلّمنا مفهومًا حقيقيًّا جديدًا وعمقًا آخر له.

يقول الكتاب: المحبّة تتأنّى وترفق، المحبّة لا تحسد، المحبّة لا تتفاخر، ولا تنتفخ ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتدّ، ولا تظنّ السّؤ، ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحقّ، وتحتمل كلّ شيء، وتصدّق كلّ شيء، وترجو كلّ شيء، وتصبر على كلّ شيء، المحبّة لا تسقط أبدًا ...

إنّ العالم أساسه التّغيير، ليل ونهار، وصيف وشتاء، ويُسر وعُسر، وسعادة وألم، وكلّ مُتغيّر حتمًا سيتغيّر، وإن قدّمنا المحبّة من أجل أمور مُتغيّرة، فكيف لنا أن نتوقّع بألّا تتغيّر؟

كيف نتوقّع أن يستمرّ الحبّ في عالم أساسه التّغيير!

إن أردت حبًّا ثابتًا لا يتغيّر، فاجعليه من أجل الثّابت الّذي لا يتغيّر، حبّ في الله ولله ومن أجل الله... وهذا سيجعلك تحبّين وتقدّمين دون النّظر لاستحقاق المحبوب لهذا أو لذاك، وسيجعل الحبّ أبديًّا... لا يتغيّر ولا ينتهي بتاريخ صلاحيّة .

فنحن نعامل الله في من نحبّ، وبذلك يلزمنا حبّنا بمسؤوليّة تجاه المحبوب، فلو تعلّمنا كيف نحبّ الله، لتعلّمنا كيف نحبّ بعضنا بعضًا، وبما أنّ الله هو الثّابت، والحبّ فيه ومنه، يصبح حبّنا ثابتًا مستمرًا أيضًا، ولا تاريخ صلاحيّة له.

#تاريخ صلاحية الحبّ #الحبّ #التّضحية #الإستمراريّة #الثّبات

السعادة, الحب, التضحية, الثبات, الطّهارة, تاريخ صلاحية الحب