كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

العيون المُتعالية والعيون المُنخفضة

العيون المُتعالية والعيون المُنخفضة

العيون في عِلم النّفس تخبرنا عن الحالة النّفسيّة للإنسان... وهي مِرآة شعوره...

يُقال أنَّ العيون نافذة الجسد... وهذا صحيح، إذ أنها تُخبرنا الكثير عن صاحبها...

فهي تعبِّر عن الحزن أحيانًا... أو عن الفرح أحيانًا أخرى... ربّما تعبّر عن الإرتياح... أو الغضب... وقد نستطيع أن نقرأ ما في الذّهن من خلالها... العيون في عِلم النّفس تخبرنا عن الحالة النّفسيّة للإنسان... وهي مِرآة شعوره...

أمّا وصف العيون بأنّها مُتعالية، فهو وصف دقيق.. فيه الكثير من التّشخيص الواقعي الصّحيح... فمن هو صاحب العيون المُتعالية!؟

إنّه الشّخص الذي يظن بأنّه محور الكون كله... وبأنّه أهم شأنًا وأرفع منزلةً من الآخرين... هو يدور حول نفسه... ويُصَنِّف ذاته بأنّه الشّخص الصّالح الذي لا يُخطىء... صاحب العيون المتعالية هو الفاهم لكل شيء... فينتقد كلّ شيء... وينظر إلى النّاس باستعلاء... إنّه بالمختصر، متكبِّر ومغرور... يسعى لكسب المديح... ويريد سماع كلمات الإطراء من الجميع وعلى الدوام...

أمّا العيون المُنخفضة... فهي على العكس تمامًا... وهي تخبرنا عن تواضع القلب والرّوح... وينشغل صاحبها بالآخرين... ويُقدِّم لهم الإحترام... ينظر إليهم بإيجابيّة... ويتعامل معهم بمشاعر صادقة وصريحة... إنّه يشعر بالرّضى والسّعادة على الدّوام... يتعاطف مع الآخرين مقدِّمًا العون لهم في مختلف الظّروف... صاحب العيون المنخفضة هو ذلك الشّخص الّذي يسعى لتعزيز علاقته مع الآخرين بكل رقيّ وشفافية... يبتعد عن السّلبية، واضعًا مصلحة الآخرين فوق مصلحته الشّخصيّة... ولا ينتظر التقدير أو المكافأة من أحد...

يقول سليمان الحكيم: "هذهَ السِتَّة يُبغِضُها ألربُّ، وسبعةٌ هي مَكْرَهَةُ نفسِهِ: عيونٌ مُتعالِيةٌ، لِسانٌ كاذِبٌ، أَيْدٍ سافِكةٌ دماً بريئاً، قلبٌ يُنْشىءُ أفكاراً رديئةً، أرجلٌ سريعةُ الجَرَيانِ إلى السوءِ، شاهِدُ زورٍ يَتَفَوَّهُ بالأكاذيبِ، وزارِعُ خُصوماتٍ بينَ أخوَةٍ".

وتأتي صفة العيون المُتعالية في المُقدمة، مما يعني أنها أخطر من الكذب والقتل وشهادة الزّور، وأشَدُّ خطراً من الذي يسعى إلى زرع الخصومات...

ويقول الفيلسوف كلايڤ لويس: "إنَّ الرذيلة هي الكبرياء" (أو العيون المُتعالية).

وعن هذا يقول الكتاب المقدَّس: تَسَربَلوا بالتواضعِ، لأنَّه يُقاوِمُ الله المُستكبِرينَ، وأمّا المُتواضعونَ فيُعْطيهمْ نِعمَةً (يعقوب 4:6 )."!

الأنانية, الكبرياء, التواضع, علم النفس, العيون, مرآة النفس, تواضع القلب, التكبر, الإيجابية والسلبية