كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

الصّلاحُ... شكلٌ من أشكالِ الذّكاء

الصّلاحُ... شكلٌ من أشكالِ الذّكاء

الصّلاح... شكل من أشكال الذّكاء... لهذا السّبب، معظم الأشخاص الصّالحون هم من اللّامعين فكريًّا... من تعريفاتِ الصّلاحِ: هو إعارةُ الآخرين من قوّتِكِ بدلَ تذكيرِهم بضعفاتِهم...

من تعريفاتِ الصّلاحِ: هو إعارةُ الآخرين من قوّتِكِ بدلَ تذكيرِهم بضعفاتِهم...

لا يوجدُ شيءٌ ما يسمّى "الصّلاحُ المطلق"... أكثرُنا يظنُّ أنَّ ميزةَ الصّلاحٍ تمكّنُهم من أنْ يتحلّوا بالودِّ، الإجتماعيّةِ، المراعاة، التّعاطف... وإلى ما هنالك من صفاتٍ وسماتٍ تماثلُ ما ذكرْناه... من ناحيةٍ أخرى، كمْ منّا يفكّرُ بعلاقةِ الصّلاحِ بالذّكاء؟! دعينا نتناولُ بعضَ المفاهيمِ الخاطئة...

يشملُ الصّلاحُ عدّةَ مزايا أو فضائلَ منها اللّطف... الخير... والذّكاء... بالرّغمِ من هذا، فإنّ الكثيرون يعتبرون أنَّ الصّلاحَ ينمُّ عن سمةِ الضّعف... لا يعتبرون أنّ الشّخصَ بإمكانِه أن يكونَ صالحًا وذكيًّا في آنٍ معًا... ولهذا، فإنّ هنالك عدّةَ مفاهيمٍ خاطئةٍ حولَ الصّلاح... البعضُ منْ هذه المفاهيمِ تعرّفُه على أنّه ميزةٌ تجعلُ الشّخصَ فريسةً سهلةً للإستغلال... ولا يمكنُه منعَ الآخرين منَ استغلالِه... ولا يمكنُه قولَ "لا" للآخرين... يوافقُ على كلِّ ما يطلبُه منه الآخرون... ولا ينتقدُ أيَّ شيءٍ مهما كان خطأ...

ما أقولُه، هو أمرٌ يُشبهُ قصصَ الأساطيرِ الّتي تعلّمُنا الأمثولات... لكنّها في الوقتِ ذاتِه بعيدةٌ عن الحقيقةِ كلّ البعد... إذ أنّ الشّخصَ الصّالحَ يتمتّعُ بدرجةٍ عاليةٍ من الرّؤية... يمتلكُ قدرةً عاليةً في معرفةِ الآخرين عندما يتصرّفون... بغباء... يمكنُ للشّخصِ الصّالحِ أيضًا أن يميّزَ الأشخاصَ النّرجسيّين... أو المتلاعبين... كما أنّه يستطيعُ الإبتعادَ عن كلِّ الأجواءِ السّامّةِ والغيرِ مريحة... للشّخصِ الصّالحِ آراءٌ عميقةٌ... ولا يخجلُ من مشاركتِها مع الغير... بالرّغمِ من أنّ هذه المشاركةَ تأتي بأسلوبٍ لطيف...

فكّري بأكثرِ شخصٍ صالحٍ تعرفين... تأمّلي به... وسترين مدى قدرتِه العقليّة... ومدى استعدادِه لتعلّمِ أمورٍ جديدة... لهذا أقول لك بأنّ الصّلاحَ والذّكاءَ هما أمران متلازمان، كأنّما بينهما اتّفاقٌ أو حلفٌ شامل... وكلّما زادَ الصّلاحُ الرّوحي، زادَ ذكاءُ أو حكمة الشّخص...

بدراسات عدّة، تبيّن أنّ الشّخصَ الصّالحَ غالبًا ما يكونُ الأكثرُ ذكاءً في المجموعة... قال طبيبُ الأعصاب ريتشارد ديفيدسون: أساسُ الدّماغِ الصّحيِّ هو الصّلاحُ (The basis of a healthy brain is goodness)... كما أنّ هذا البروفيسور للأبحاث النّفسيّة والعلاج النّفسيّ في جامعة ويسكنسون-ماديسون يؤمنُ أنَّ الصّلاحَ يعني أنَّ الشّخصَ يفكّرُ لا بنفسِه فقط.. بل بالآخرين من حولِه... والذّكاءُ يتطلّبُ أن تكتسبَ المعرفةَ والمهارات... لكنَّ نقطةَ الجدلِ هي عندما نكتسبُ المعرفةَ ثمّ نفشلُ في تطبيقِها في حياتِنا اليوميّة... بالإضافةِ إلى هذا، يقولُ أنّه من الأسهلِ على الشّخصِ بأن يكونَ رديئًا لأنّ الأمرَ لا يحتاجُ مجهودًا كبيرًا...

قالت كريستا تيبيت عن دايفدسون: هو أحدُ الأشخاصِ الأساسيّين الذين ساعدونا على البدءِ في الرؤيةِ داخلَ أدمغتِنا، وفي التفاعلِ الغنيّ بين ما رأيناه، يمكنُ الفصلُ بين: الجسد... والعقل... والروح... والعاطفة... والسلوك... وعلم الوراثة

يقولُ دايفدسون عن موضوعِ المحبّةِ والذّكاء: في الواقعِ، أعتقدُ أنَّ هذا الموضوعَ سيكونُ الرّائدَ التالي للعلوم وعلم الأعصاب. أنا لا أخشى التّحدثَ عن الحب... الحبُّ واللطفُّ والتعليم، لم أسمعْ هذه الكلماتِ مجتمعةٌ سويًّا من قبل. إنّه أمر منعش... وبما أنّ الصّلاح يحتاجُ إلى كمٍّ كبيرٍ من المحبّةِ، فمن المنطقيِّ أن نقولَ أنّ غيابَ المحبّة يأتي بنتائجَ مدمّرة...

وأضافَ قائلَا: نحن نشاورُ مشاعرَنا قبلَ اتّخاذِ أيِّ قرارٍ... وحينما نشعرُ بعدمِ الإرتياحِ، تتأثّرُ خياراتُنا وقراراتُنا بهذا الشّعورِ... ومن هنا نتأكّدُ بأنّ أحاسيسَنا ومشاعرَنا تلعبُ دورًا هامًّا وأساسيًّا..." وهو يرى أنّ هذا الموضوع سيكونُ الرائدَ التّالي في الحقلِ العلميّ... وأنّنا سنستمرُّ في هذه السّلسلةِ من التّرابطِ بين المشاعرِ والعقل.. وهذا أمرٌ بغايةِ الأهمّيّةِ وجديرٌ بالدّراسةِ العلميّة...

ذكاؤُنا وصلاحُنا أمران مترابطان... محبّتنا في كلِّ ما نقومُ به أيضًا لها التّأثير الأساسيّ على نتيجةِ ما نعمل... لقد قال نيلسون مانديلّا:

تفكير جيّدٌ وقلبٌ صالحٌ هما مزيجٌ عظيمٌ... وعندما نضيفُ إليهما لسانًا أو قلمًا مثقّفًا... فإنّنا نحصلُ على فضيلةٍ متميّزة...

المحبة, العاطفة, الأعصاب, الذكاء, الصلاح, اتخاذ القرار, العلاقة بين المشاعر والعقل, الشخص الصالح