كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

الله الّذي نعبده

الله الّذي نعبده

الله الّذي أؤمن فيه... وأعبده... ليس إلهًا تحدّه المادّة... أو الزّمان... أو المكان...

وجّه سؤال إلى أحد رجال الدّين: من أين أتى الله؟!

فكر قليلا ثم أجاب:  

ربّما حضرتك تسأل عن إله غير ذلك الموجود في الكتب المقدّسة!

لأنّ الله الّذي تتكلّم عنه هذه الكتب لا يتأثّر بالزّمان ولا المكان ولا المادّة...

الزّمان والمكان والمادّة... ثلاثيّة استمراريّة...

ثلاثيّة تأتي إلى الوجود في آن معًا... لا يمكن لأحدها أن توجد دون الإثنتين الأخرتين... لماذا؟!

المادّة من دون مكان... أين نضعها؟!

المادّة والمكان من دون الزّمان... متى نصنعها؟!

لهذا السّبب، من المؤكّد أنّ هذه الثّلاثة تصير موجودة فعلًا في الوقت ذاته... والكتاب المقدّس يؤكّد على هذا بقوله:

في البدء... الزّمان

خلق الله السّموات... المكان

والأرض... المادّة

ومن هذا يمكننا القول: إن كان الله يحدّد بالمكان أو الزّمان أو المادّة، فهو ليس الله...

وهل "الشّخص" الّذي اخترع هذه الآلة موجود فيها؟! طبعًا لا...

وهكذا هو الله...

خلق السّموات والأرض... وهو خارجها، ليس موجودًا فيها، ولا يخضع لتأثيراتها... بعبارة أخرى، لا يتأتّر بالأجسام المادّيّة... ذلك لأنّه روح... والأرواح لا تخضع للمادّة... تمامًا كما أنّ مشاعرنا وأحساسينا من حبّ وكراهية، من غيرة ومسامحة... حتّى أفكارنا وعقلانيّتها... لا تخضع للمادّة في أجسادنا...

وإذ يعتبر بعض العلماء والمفكّرين بأنّ الدّماغ البشريّ هو عبارة عن تفاعلات كيميائيّة تكوّنت عبر السّنين، فكيف لنا إذًا أن نثق بعمليّة التّفكير على أنّها عقلانيّة ومنطقيّة؟!

لذا، فإنّ السّؤال "من أين أتى الله؟" هو سؤال يسلّم جدلًا بأنّ الله محدود... وهنا المشكلة...

لأنّ الله الّذي أؤمن فيه وأعبده ليس إلهًا تحدّه المادّة أو الزّمان أو المكان...

لأنّني إن استطعت أن أحدّ الله في الدّماغ (العضو الجسديّ المادّيّ) الّذي لا يزيد وزنه عن 2 كيلوغرام، فهذا إله ليس جديرًا بالعبادة...

إنّه الإله اللّامحدود... الّذي هو فوق كلّ قدرة... الّذي هو موجود من الأزل وإلى الأبد... هو الله الّذي أنا أعبده...

الله, الإيمان, المسامحة, الخلق, وجود الله, عبادة الله, المادة واللامادة, الجسد والروح