كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

الخجل حين يصبح مشكلة

الخجل حين يصبح مشكلة

هل الخجل مشكلة إجتماعيّة يعاني منها الشّخص الخجول؟! هل الوقاحة هي عكس الخجل؟!

يعرّف الخجل من وجهة نظر علم النّفس الإجتماعيّ على أنّه أزمة من الممكن أن تصيب أيّ شخص في أيّ مجتمع على الإطلاق... حتّى أنّه يُنسَب أحيانًا إلى أنواع الخوف والقلق والإضطراب... وحين تصبح صفة الخجل ملازمة لطباع شخص ما، تسبّب تأثيرًا على طريقة تصرّفه مع الآخرين، وبالتّالي على مسار حياته... كما أنّها حالة تبعثر مسار التّفكير عند الشّخص، وتشتّت انتباهه في عمل معيّن... وحتّى أنّها في الكثير من الأحيان تكبت طاقات إبداعيّة يمتلكها الشّخص الخجول... فتحول صفة الخجل دون إخراج تلك الطّاقات الإبداعيّة...

من أسباب نموّ الشّعور بالخجل يمكننا أن نذكر:

الإصابة بإعاقة جسديّة... نجد أنّ الشّخص الّذي يحمل إعاقة في الجسد، يحمل بموازاتها خجلًا يرافقه في كلّ مراحل حياته وفي تعاطيه مع المجتمع من حوله... ذاك أنّ هذا الشّخص يعاني من نقص معيّن ولو أنّه بسيط، وفي بعض الأحيان يشعره بعدم الكفاءة كغيره من الأشخاص...

التّربية المنزليّة الّتي تعتمد على الحماية الزّائدة... بالطّبع كلّنا نخاف على أولادنا، ونحاول منحهم الشّعور بالأمان التّام... إنّما عندما تزداد الحماية لتصبح هاجسًا عند الأهل، تولّد الشّعور بالخجل عند الأولاد، ذلك أنّهم لم يعتادوا المواجهة في الحياة عبر الإعتماد على أنفسهم، بل اعتمدوا على أهلهم في تأمين الحماية لهم في كلّ الأحوال وفي جميع المواقف...

أيضًا، بالتّوازي مع الحماية المفرطة، فإنّ الأهل في بعض الأحيان يدلّلون أولادهم بدرجة أكثر من الإعتياديّ... فيكبر الأولاد على أنّهم يحصلون على ما يحتاجون دون عناء أو عمل... ما يشعرهم أحيانًا بالخجل حين يجبرون على السّعي لتحقيق ما يحتاجون...

الإنتقاد... يعاني الأولاد بينما هم يكبرون من الشّعور بالخجل، خصوصًا من الأشخاص الكبار بسبب الإنتقاد العلني الموجّه من والديهم إليهم أمام الآخرين... كما أنّهم يصابون بالشّعور بالخجل مصحوبًا بالخوف عندما توجّه إليهم باستمرار عبارات التّهديد من قبل ذويهم... ما يزيد على هذا الحال الشّعور بالتّردّد ويجعل في معظم الأحيان ردود فعلهم ردودًا دفاعيّة تحمل الكثير من العدائيّة أو الهجوميّة، وذلك حين يطفح كيل الخجل... فنرى الهجوميّة والشّراسة الّتي طالما اختبأت تحت غطاء الخوف والخجل...

إضافة إلى هذا كلّه، نجد أنّ الشّعور بالخجل يولّد في داخل الشّخص شعورًا بالحساسيّة المفرطة في تقبّل المواقف حوله...

يلعب المجتمع والبيئة الإجتماعيّة أيضًا دورًا مهمًّا في تثبيت الشّعور بالخجل لدى الأشخاص... مثالًا على هذا، التّفرقة بحسب الجنس، ذكر أو أنثى... ففي مجتمعاتنا العربيّة مثلًا، نشجّع الصّبيّ على الإقدام والإندفاع، بينما نتحفّظ في تشجيع بناتنا على هذا... بل أنّنا نعزّز في داخلهنّ الشّعور بالهدوء واللّين والتّصرّف بخجل، بحجّة "أنّك أنثى"!

ما أقوله لا يعني أنّ الخجل صفة سلبيّة... لا... لكنّه أيضًا ليس إيجابيًّا...

وعدم الشّعور بالخجل لا يعني امتلاك الوقاحة أبدًا...

ربّما أفضل الحلول أن ندرّب أطفالنا على التّصرّف باحترام وثقة بالنّفس... نعلّمهم احترام الآخرين وتقبّل الإختلافات إن في الرّأي أو في المعتقد أو في وجهات النّظر... كما نزرع في قلوبهم الثّقة بأنّه يمكنهم التّعبير عن أفكارهم وآرائهم لكن دون التّعرّض للآخرين بسوء...

لا خجل، لكن لا وقاحة...

لا هجوم، لكن لا تردّد ولا خوف...

#الخجل #الثّقة_بالنّفس #الوقاحة #البيئة_الإجتماعيّة #التّربية_المنزليّة #التّردّد #أسباب_الخجل #تقبّل_الإختلاف#الإحترام #الخوف

الخوف, الخجل, الثقة بالنفس, الإحترام, الوقاحة, البيئة الإجتماعية, التربية المنزلية, التردد, أسباب الخجل, تقبل الإختلاف