كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

وصفة الفرح

وصفة الفرح

هذه وصفتي السّرّيّة... وصفة صحّيّة مئة بالمئة... قومي بتحضيرها... وتذوّقي طعم الفرح الدّاخليّ...

ننفق عمرنا ونحن نبحث عمّا يسعدنا... أهمّ ما في الحياة بأن نكون سعداء، فرحين... لا همّ ولا غمّ... لا حزن ولا دموع... فقط ضحكات تدوّي أصداؤها في الأرجاء... وتملأ قلوبنا سعادة تريحنا... وفي بحثنا هذا نظنّ أنّ السّعادة مبتغانا... ونصب أعيننا الفرح... هناك على القمّة... نسعى جاهدين للوصول إلى الهدف... ظانّين أنّنا بوصولنا نحقّق النّصر...

ننسى في سعينا مَنْ حولنا... نتراكض على الطّريق غير عابئين بالأشخاص معنا في الطّريق... أحيانًا لا نرى العقبات الّتي أمامنا... فنتعثّر... ننكسر أحيانًا... تتجرّح يدانا ورجلانا من سقطات متعدّدة... تتعفّر أجسادنا بغبار الطّريق، وتكلّ قدمانا من طول المسير... وأسوأ ما في الأمر أنّنا ننسى أن "نعيش" أجمل لحظات عمرنا في بحثنا وطريقنا نحو القمّة...

سألت نفسي يومًا: لِمَ هذا السّباق؟ وما الجائزة الكبرى؟ من سيسلّمني إيّاها عندما أبلغ نقطة الوصول؟

وبعد بحث طالت أيّامه... جاء الجواب التّالي: انظري إلى داخلك!

فتخيّلت داخلي كلوحة رسّام... بألوان ممزوجة... بعضها واضح جليّ... وبعضها داكن غير مفهوم...

يا إلهي! كم بلغت من العمر؟! آآآه... لقد بلغت ال... من عمري! لم أشعر بمرور السّنين! لم ألحظ مرور الحياة...

"الحياة"! "الأيّام"! "السّنوات"!

وجاء السّؤال: أفي حياتك سنوات؟ أم في سنواتك حياة؟ أفي حياتك أيّام؟ أم أيامك مملوؤة حياة؟

أسرعت إلى دفاتري... ودوّنت وصفتي الخاصّة... وصفة الفرح:

-         سأرقص على وقع نغم آلتي...

-         سأغنيّ من قلبي...

-         سأضحك ملء فمي...

-         سأحبّ... حبًا غير مشروط...

-         سأعتني بنفسي وأحبّ ذاتي...

-         لن أتخلّى عن قيمي كي أكتسب ودّ الآخرين...

-         سأقوم بمسؤوليّاتي... وأضيف – أينما وُجِدْتُ، عليها رشّة من الحبّ واللّطف

 

هذه وصفتي السّرّيّة... وصفة صحّيّة مئة بالمئة... قومي بتحضيرها... وتذوّقي طعم الفرح الدّاخليّ...

أضيفي حياة إلى أيّام... أضيفي حياة إلى سنوات عمرك...

اللطف, الهدف, الفرح, الجائزة, العقبات, وصفة, حب غير مشروط, الوصفة السّرّيّة