كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

قرّرت أن أسامح

قرّرت أن أسامح

لقد ظلموني بلا سبب ، لذا... فهم بلا عذر... كيف أسامحهم؟!

التّسامح، كلمة جميلة في نطقها، مريحة في سمعها، خفيفة في الحديث عنها، وصعبة في الوصول إليها... فهناك آلامًا أشعر بها لمجرّد تذكّر الإساءات الّتي أساء لي بها أحدهم، فكيف أستطيع مسامحة من لا زال لجرحه أثر في داخلي!

إنّ الله حين سامحني وغفر لي، فهو محى ذنوبي تمامًا، ولم يعد يذكرها، وقد فتحت لي صفحة، جديدة، بيضاء... ولكنّني... أنا بشر... ربّما الأمر صعب عليّ، فظلّت الإساءات عالقة في فكري... أجترّها من حين لآخر، واجترار الأشياء السّيّئة يجعلها تتحكّم بمشاعري.

كلما تذكّرت ما فعلوا معي... أشعر بألم... ولا أستطيع أن أسامحهم أبدًا... لقد ظلموني بلا سبب، لذا...هم بلا عذر.

فماذا عساي أن أفعل؟

 إنّ التّسامح لا يعني أن أفقد الذّاكرة... بل أن أقدّسها... أنا أعلم أن جميعنا تحت الضّعف، وفينا عيوب وأخطاء، فأنا لا أسامحهم فقط لأنّهم يستحقون هذا، ولا لأنّني أحبّهم، ولكنّني أنظر إليهم كخليقة الله وبصمته على قطعة الطّين الّتي جميعنا جبلنا منها. أسامح كي أكسر قيود الماضي بذكرياته الأليمة من حياتي، فإطلاقي للغفران لمن حولي يحرّرني أنا قبل أن يحرّرهم ، أسامحهم لأنّني أرى نور الله في كلّ من حولي مهما كان سلوكهم.

فليكن شعاري من الآن وصاعدًا... التّسامح، وأن أحبّ الآخرين قدر ما أستطيع، وأقرّر أن أزرع في هذا العام وردة الحبّ، الّتي تفيح عبير التّسامح، وتثبّت جذور الأخوّة، وتريح القلب من عناء الذّكريات السّلبيّة، وتفتح بابًا جديدًا وفرصة جديدة لي وللجميع.

هل يوجد في حياتك أشخاص أساؤوا إليك... وحاولت أن تسامحيهم... ولم تستطيعي إلى الآن؟

الحب, البشرة, الغفران, الفرصة, الذكريات, التّسامح, النّسيان, الإساءات