كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

آسف... لكن...

آسف... لكن...

"من فضلك..." لو كنت ستُتبعين إعتذارك بكلمة "لكن"... فلا داعي لإعتذارك...!!!

كثيرًا ما نشعر بالإنزعاج عندما يخطىء أحدهم إلينا... وكثيرًا ما تكون ردّة فعلنا بالغضب توازي حجم إنزعاجنا... إلّا أنّنا مع الوقت ندرك بأنّه من الأفضل بأن ننتظر حتّى تنجلي عاصفة الغضب... ومن ثمّ نفكّر ونتناقش... وهكذا نكون قد تجنّبنا أن نقوم بخطأ مبنيّ على أخطاء الآخرين...

"من فضلك..." لو كنت ستُتبعين إعتذارك بكلمة "لكن"... فلا داعي لإعتذارك أبدًا!! لأنّ كلمة "لكن" عقب الإعتذار... تبرر الخطأ...

والحقيقة، أنّ تبرير الخطأ أسوأ على النّفس من الخطأ نفسه. فأحيانًا نقع جميعًا في هذا الفخّ الّذي هو في حقيقته يلغي الإعتذار، بل هو يبرّر الخطأ تحت شعار أسباب نلتمسها لأنفسنا حين نقول: "آسف، ولكن..." 

مجرّد إعتذارنا، هو إعتراف بالخطأ، والإعتراف بالخطأ يحمّلنا المسؤوليّة الكاملة لتصرّفاتنا، فإن شعرنا أنّنا أخطأنا، فلنسرع بالإعتذار دون محاولة إيجاد مبرّر له، لآنّنا جميعنا بشر... نخطىء ونصيب... لذا علينا أن نتعلّم وندرّب أنفسنا على الإعتراف بأخطائنا، فتلك هي أوّل خطوة في طريق الإصلاح. 

 لا يوجد سبب لخطئنا إلّا نحن... سواء باستسلامنا للغضب، أو انقيادنا لروح الشّرّ، أو حتّى في نزعتنا البشريّة على مجرّد ردّة فعل تجاه من أساء إلينا، فنحن لسنا "آلاتٍ" نتأثر فقط بما حولنا ونتصرف على أساسه، بل بفكرنا ومشاعرنا وتصرّفاتنا نتفاعل – أي نقوم بردّات فعل - مع ما يحيط بنا... وعلينا أن نعلم أنّ الإعتذار هو إقرار بالخطأ دون تبريره.

صحيح أنّ الإحتمال أحيانًا يتعبنا، ونستاء من تصرّفات الآخرين... ولكن علينا ألّا نعالج الخطأ بأخطاء أخرى... فنحن نعلن عن حبّنا للآخر ليس فقط وقت الهدوء والسّلام وإلّا لما كان هذا حبًّا، بل نعلن عن حبّنا من خلال إحتمالنا لأخطاء من نحبّ وألّا نبادل الشّرّ بالشّرّ، وأن نعتذر إن أخطأنا ونقبل الإعتذار إذا قٌدّم لنا.

الإعتذار عن الخطأ لا يشيننا... ولا يصغرّنا في عين من نحب... بل على العكس... هذا يعلّي قدرنا ويعلن عن نضجنا واتّزاننا الدّاخليّ.

الغضب, الشر, الخطأ, الإعتذار, التبرير , التفاعل, آسف