كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

إن لم تتذأب أكلتك الذئاب

إن لم تتذأب أكلتك الذئاب

من أجمل العبارات التي سمعتها هي "حاذر وأنت تحارب الوحوش أن تصبح وحشا مثلهم"

إن طبيعة الحياة لمتغيرة، فكما أن هناك نهار فهناك أيضا ليل، وكما أن هناك خير فهناك أيضا شر، وما من إنسان إلا وتتنازعه قوتان، الخير والشر، فأيهما انتصر كانت طباعه.

فجميعنا فينا النور والظلمة، الحق والباطل وهذا الصراع في الطبيعة البشرية. اذا كيف نعيش بهذا الصراع؟ وإن وجدنا أنفسنا محاطين بالشر كيف نحافظ على الطيبة وسط أمواج وتقلبات الحياة؟

يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية الإصحاح 7 آية 19 و24 "لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل... ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت"... هذا الصراع ليس بجديد والله يعلم بذلك... ولهذا ذكره بولس لأنه يعلم كم الصعب فعل الصواب بشكل فطري لأننا جميعنا بشر وميالون للأنانية. لذلك هل نستسلم إذا لأن الصراع أقوى منا؟

وهل نعيش مثل من لا يعجبنا تصرفهم حتى لا نتأذى منهم؟

أو كما يقول البعض "إن لم تتذأب أكلتك الذئاب" هل هذا هو الحل؟

...لا.

ومع أن الجواب صعب إلا أنه إذا وثقنا بأن الله محب وعادل ويرضيه عمل الخير والعطاء التواضع، ستبدو هذه القناعة مكافأة لنا بحد ذاتها. والله قادر أن يغير قناعاتنا وميولنا لحماية أنفسنا ومصالحنا فقط. وإذا طلبنا منه العون لتغيير قلوبنا فهو لن يردنا خائبين.

أن نختار أن نعامل الآخرين ليس كما قد يعاملوننا وإنما كيف نحب أن يعاملوننا يجلب لنا السلام رغم إحساسنا بالظلم أحيانا ولكن الأثر علينا وعلى من هم حولنا سيصبح ملموسا مع الوقت. وإذا أردنا أن نغيير من هم حولنا علينا أن نبدأ بأنفسنا! ونترك لله المجازاة على الأعمال لأنه ذلك أكثر عدلا وصوابا. 

"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" سورة فصلت 34.

الحب, القوة, الشر, الإنتقام, الغفران, الطبيعة البشرية, التغيير, المعاملة