كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

أنا مُكرَّم

أنا مُكرَّم

"ولقد كرمنا بني آدم" يقول القرآن في الاسراء 70، إن الله كرمنا فترى ماذا فعلنا بهذا التكريم وما هو هذا التكريم وهل نحن حقا نعيش هذا التكريم؟

[sexypolling id="97"]

لقد خص الله الإنسان عن باقي مخلوقاته بأن خلقه بيديه الكريمتين، ونفخ فيه من روحه فصار نفسا حية، فالإنسان ميزه الله عن كل مخلوقاته، ومنحه العقل والإرادة ليفكر ويقرر، ومنحه الحرية ليسلك الطريق الذي يرغب، ومنحه السلطان كي يُطَوِّع كل شيء له، فماذا فعلنا بهذا التكريم والتفضيل؟

إن الله كرمنا وقمة كرامتنا هي حريتنا، وحريتنا هي التي منحنا الله الحق بها أن نفكر ونقرر ونتبع ما نريد، حريتنا ألا تتسلط علينا الأشياء وألا يستعبدنا شيء، فتكريمنا هو كرامتنا، وكرامتنا هي أنفاسنا التي تلامس السماء دون قيود...

كرامتنا هي أن نعيش لنكون نحن، على فطرتنا وحقيقتنا النقية، نحيا كنفخة مقدسة من روح الله، دون أن نكون متعلقين  بشخص أو مكانه أو منصب معين يستعبدنا ويسخرنا، نعم نحن نعمل ولكن ليس لأن العمل استعبدنا ولكن لأن العطاء والتنمية تكمن فيها حريتنا، ونحن نحب ونتعلق ولكن ليس لتسيطر علينا الأشياء وتسخر حياتنا لها بل من أجل أن نتسلط نحن على الأشياء ونطوعها لنا، فنحن نمنح الطبيعة والخليقة إبداعنا وعقلنا ولكن لا نمنحها أنفسنا فنجعلها تسود علينا وتستعبدنا.

فالله خلق كل الأشياء من أجلنا وليس العكس.

وسيَّدنا على كل الأشياء وليس العكس. 

فلنعيش كرامتنا وتكريمنا، ولنترفع ونعرف من نحن وما هي قيمتنا في عين خالقنا، ولنعلم جيدا أن لنا موطن قد أعده الله لنا، وطنا أبديا في السماء، ورضوان من الله أكبر من كل شيء، فيكن نصب أعيننا أننا في رحلة هنا، رحلة نحن فيها وكلاء وسفراء ولنا السيادة على الأرض، فلنتخذ من رحلتنا في الأرض طريقا للسماء.

للمزيد إقرأي: هل أنت حر ام عبد

العطاء, الحرية, الإبداع, الأرض, العبودية, السيادة