كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

رُحمْت فإرحم

رُحمْت فإرحم

أحيانا نُجلس ذواتنا على كرسي مُحاسبة وتقييم الآخرين، فندين ونلوم هذا ونصدر أحكاما على  ذاك، متناسيين أحيانا أننا

نحن أيضا نفعل تلك الأمور بعينها وتحت ضعفات وخطايا ولكن الله رحمنا وسترنا.

[sexypolling id="96"]

سمعنا قديما (إرحم تُرحم) ولكن لعلنا الآن نقرأها بشكلها الصحيح، رحمت فارحم...

إننا قد رُحمنا من قبل أن نقدم أي شيء، ربما قبل حتى أن نفكر أن نرحم أنفسنا ونحميها مما يهلكها، رُحمنا  وغفر لنا مغفرة من الله على خطايا اقترفناها حتى في حق أنفسنا وفي حقه وفي حق الناس، رُحِمنا ونحن بعد لازلنا نُخطيء والله لازال يسترنا ويسامح ويغفر...

والحقيقة أننا كلما استحضرنا أمام أعيننا مدى الرحمة المقدمة لنا ومدى ضعفنا وخطايانا، كلما استطعنا أن نسامح ونرحم ونلتمس الأعذار للغير، كلما أدركنا أننا جميعا تحت الضعف والخطية وجميعنا نحتاج الرحمة قبل الإدانة.

فمن منا لا يٌخطي! ومن منا أكبر من الإحتياج للرحمة!

فلنرحم حتى ولو لم نعرف عذرا لمن أخطأ، لأننا رحمنا ونحن بلا عذر، ولنكف عن محاسبة الناس لأن محاسبة أنفسنا ستعلمنا أننا كلنا بشر نٌخطي فمن نحن كي ندين،  

فإننا حين نرتدى ثياب القضاء ونعتلي منصتة، نهيئ أنفسنا لهجوم إبليس علينا، وكأننا فوق الخطأ.

كلما شعرنا بالإغواء لإدانة شخص آخر، فلنتأنى لكي نتذكر كم غفر الله لنا وإحتمل الكثير جدا مِنا. كلما أدركت نعمة الله لي، كلمت صرت شفوقاً مع الآخرين.

عندما ننظر لضعفنا، سوف نرحم ضعفات غيرنا، وعندما نتذكر رحمة الله لنا رغم عدم إستحقاقنا وكم مرة سترنا الله فيها رغم عدم إستحقاقنا سنكون حتما أكثر لطفاً. ووقتها سنتعلم أن تتصرف بشفقة نحوهم ولا تصدر أحكاماً عليهم، فإن الله لطيف معنا بشكل ثابت، وهو يريدنا أن نكن لطفاء مع الآخرين.

الخطية, اللطف, الضعف, التسامح, الغفران, الحُكم, الإدانة, رحمة الله