كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

الصداقة والحب

الصديق هو السند الذي نطمئن معه، ولا نخجل من أن نبوح له بمكنوناتنا، فهل بإمكاننا أن نكن أصدقاء لمن نحبهم؟ هل نستطيع الجمع بين الصداقة والحب؟ 

لقد أنشأ الله فينا عاطفة الحب، وقدم لنا أعمق مثل للحب، في محبته لنا، المحبة التي تتأني علينا، المحبة التي تغفر لنا كل خطايانا، المحبة التي دائما تترك باب آخر وفرصة جديده لتصحيح ما أفسدناه.

يأتي على بعضنا وقت نصرخ فيه قائلين نحتاج لصديق...

صديق نستطيع أن نبوح له ما بداخلنا بدون خجل أو خوف من لوم،

صديق يسندني في وقت الضعف أكثر مما يعنفني...

والسؤال هو لماذا أحيانا نبوح بأسرارنا أو مشاكلنا للصديق ولا نبوح بها للزوج أو الأهل رغم يقيننا في حبهم لنا؟

ربما لأن أحياناً يعتبر الحبيب حبيبه ملكية خاصة وممنوع الإقتراب إلا من خلال تفويض منه، فأحيانا بحبنا نغلق على أزواجنا وأبنائنا الباب، ونحرمهم من الحرية، فيلجئون إلى الصداقات التي تعطيهم الإشباع العاطفي من الإنسجام ولا تحبسهم في قُمقُم، فكما سمعنا البعض يفضل البوح لصديق بدل الزوج إما للخوف من اللوم، أو الخجل وتجنباَ لرد الفعل.

إذا كان الفرق بين الحبيب والصديق هو مساحة الحرية التي يمنحها كل منهما لنا، فلنأخذ من الحب عمق مشاعره ومن الصداقة مساحة الحرية المتاحة بين صديقين، فنكن نحن أولا لمن نحب المتكئ المعنوي في لحظات الخذلان والوجع الروحي.

فليس من الصعب أن نكون أصدقاء لمن نحب، أذا أحببنا جيدا... وإن منحناهم الحرية التي بها يثقون أننا لن نلومهم ولن نسيء فهمهم،

المحبة الجيدة هي التي تصبر وتفهم شعور الآخر...

المحبة الجيدة لا تتفاخر على الآخرين... أنا أحسن... أنا أفهم... أنا عندي حلول!!

 المحبة الجيدة لا تُقَبِح ولا تضع اللوم على من يشاركني في وقت ضيقه...

المحبة الجيدة لا تستغل ثقة الآخر لمصالح خاصة...

المحبة الجيدة لا تغضب... ولا تظن السوء... ولا تفرح باخطاء الاخرين...

هذا ما نطمح إليه في الصديق، وهذا ما نطمح أن نكون للصديق والزوج والأهل لنكون السند الذي يطمئنون إلينا..

رأيهن

الصداقة, المحبة, الحب, الحرية, خجل, صديق