كتب يتاريخ . نشر في منك لنا

محطات في حـياتي...

أظنك توافقين معي سيدتي بأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة من الظروف... فليست الحياة كلها تجارب وآلام، ولا هي دائما نعيما وسلام... لكن الحياة مثل اليوم الواحد فيه ظلام الليل ونور النهار...

أظنك توافقين معي سيدتي بأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة من الظروف... فليست الحياة كلها تجارب وآلام، ولا هي دائما نعيما وسلام... لكن الحياة مثل اليوم الواحد فيه ظلام الليل ونور النهار...

في المرحلة الآولى من حياتي وقبل بلوغي سن الرشد فقدت والدي وكان الآمر جدا صعب علي لآنني كنت متعلقة به كثيرا وشعرت بالحزن والآلم الشديدين وتساءلت بيني وبين نفسي: كيف سأعيش من دون والدي؟... فقدان الوالد أثر على حياتنا المادية ولم تسمح لي الظروف بمتابعة دراستي فاضطررت للعمل كي أساعد إخوتي وأخواتي...

مرت الأيام والسنين دون أن أشعر بلذة الحياة وبهجتها، والذي زادني حزنا وكآبة هو السؤال الذي كان يدور في رأسي كلما ذهبت للنوم، ألا وهو: كيف ستواجهين الموت لو كانت هذه ليلتك الأخيرة؟ كنت أرتعب من فكرة الموت لم أكن أفكر: ماذا بعد الموت؟! لكن مجرد فكرة الموت والقبر كانت تؤرقني كل ليلة. وذات يوم سمعت أحدهم يقول أن هناك حياة بعد الموت وإننا جميعا سنقف أمام الله للدينونة والحساب... والإنسان الذي يؤمن بالله ويتكل عليه ويثق بمواعيده وخطته لخلاص البشرية هذا الإنسان سينتصر على شوكة الموت وسينال الحياة الأبدية في النعيم. كان لهذا الخبر تأثير عميق في حياتي فسلمت حياتي لله وإتخذته أبـاً لي ومنذ ذلك الوقت إمتلأ قلبي بالتعزية والفرح الحقيقيين...

مع أنني واجهت الكثير من الصعوبات والضيقات والأحزان فيما بعد، وفقدت العديد من الأحباء والخلان إلا أنني كنت أشعر بلمسة من الله  تسندني، ترفعني وتعزيني... لقد إختبرت حقا ما قاله أحد الأتقياء قديما: "حتى لو سرتُ في وادي ظـل الموت لا أخـاف شـراً لأنك انت (يا الله) معي". لقد وجدت تعزيتي ليس في إنسان او من إنسان بل من الله القدير...

ماذا علمتني الحياة للان... أنصحك به لك سيدتي...

أولا: أشكري، نعم أشكري الله على كل الأمور التي تحصل معك. الحلوة والمرة لأن لله قصد ومشيئة في كل ما يحصل معنا وهو قادر أن يحول كل الأشياء أن تعمل معا لخيرنا وصالحنا...

ثانيا: لا تقلقي بل أصبري... الإنسان بطبيعته قـلِقْ، وعندما تأتي التجربة أو المشكلة والمصيبة يريد أن يـُـنقـَـذْ منها سريعا... الصبر ينمًـي شخصية الإنسان ويهذبها.

ثالثا: إنظري إلى الله وحده... لا تنظري إلى تجاربك ومشاكلك بل أنظري إلى فوق إلى خالقك لأنه هو المتسلط على كل شيء وهو الوحيد القادر أن يمنحك تعزية وسلام وسـط الهموم والآلام...

ختاما لا يسعني إلا أن أشكر الله الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع أن نُـعزي الذين هم في ضيقة...

منى, الموت, الحياة, السلام, الحزن, الليل, النهار, التجربة, محطات في حـياتي..., Situations in My Life...