كتب يتاريخ . نشر في أشعار

صديقتي المحبوبة

هي تعرف نفسها  كنا أطفالاً براعم أزهاراً بين الأزاهير ننمو وننشر أريجاً منعشاً......

كناران يغردان... ألحاناً شجية عذبة تــُسعد من يسمعها...

هي تعرف نفسها  كنا أطفالاً براعم أزهاراً بين الأزاهير ننمو وننشر أريجاً منعشاً......

كناران يغردان... ألحاناً شجية عذبة تــُسعد من يسمعها......

أحببتها وأحبتني وسار بنا الزمن.... وكبرنا....

وانتقلنا من الطفولة للشباب ونحن معاً... في المدرسة.... في البيت.... في الملاعب...

في ملاعب المشفى الدانمركي هذا ما كان متاحا حينها ولم يخدش صفو هذه الصداقة أية شائبة.

وابتعدنا بداعي الزواج..... كل إلى مكان بعيد، لكن قلوبنا ملتصقة......... لم تشأ أن تبتعد.

كنا نتواصل بين الفينة والفينة بشتى الوسائل المتاحة.

 شاء القدر وعـدنا والتقينا بعد ثلاثين عاماً.... لنجدد العهد ولنعيد مرح الطفولة وبراءتها، واكتشفنا معاً أنه مهما كبر الإنسان يبقى في أعماقه طفلٌ يئن ويهفو للطفولة.

عدنا ولو لفترة لكن عـدنا نسترجع الذكريات، ونقوم بألعاب الأطفال ، وفي مطار شارل ديغول ، وفي الطريق ونحن نجر الحقيبة ونركض ونضحك....

 وكأن الدنيا كلها لنا، لم نرى سوانا ولم نحسب حساباً لوقار السنين . أطفالاً عطاشاً لمرح الطفولة، هذه الصديقة الصدوقة صنعت فرقاً في حياتي.......

ليس لي أم .......لا بأس كانت هي أمي تعلمني حسن الاصغاء الذي كنت أفتقده،

إذ أنا عجولة بطبعي.... ....تقول لأولادي عمل اليوم بالنسبة لأمكم يجب أن يـُـنجز البارحة......

 ليس لي أخت...... هي أختي اعتنت بي أثناء مرضي.

تركت بيتها وزوجها  لتقطع المسافات لتكون ممرضة لي وتعتني بي.....

وما أكثرها الأيام التي أنام بها على كتفها من الألم.  

هي الكريمة المعطاءة بلا حدود..... تعطي الحب والدفء والراحة بلا مقابل.....

هي صاحبة بيتي ورفيقة دربي وهي عكازي الذي احتجته كثيرا وبشدة.....

هي أنيس وحدتي هي صديقتي بامتياز..... ولا منازع .....

هي كل الألقاب وكل الأسماء هي الحب المتجسد....

هي التي أنا أحب وأتوق لرؤياها وأدفع عمري لأراها ساعة واحدة.

هذه الصداقة نتيجة عمل دؤوب في تواصل مستمر مبني على أسس صحيحة يظللها الغفران وغض النظر عن الهفوات،

وهي من دفعني للكتابة ولتفريغ هذا المخزون للتعبير عن مكنونات قلبي ونفسي وعقلي ......

عاجزة عن أن أوفيها حقها إذ لم أجد في قواميس العالم كلمة ترد جميلها لكن سأردد: 

 لو صار حبراً كل يم           وورقاً كل الفلك

 وكل نبتةٍ  قلم               والكل في الوصف اشترك

 ما كتبوا ما وصفوا محبة الحبيب     فاقت سـمت فاضت طمت 

                       مقدارها عجييييييييب

هكذا محبتي لها.......

 دعوة من القلب لمن يتوق للسعادة والفرح والحب  أن يبحث عن صديق يشاركه مشاعره الجريحة  أو المفرحة ، يشاركه الدمع والابتسامة يشاركه الاحتياج والكفاية وإن لم يجد.... سيجد أن الله هو الصديق الألصق من الأخ........ شكراً له...

......نوال....

الصداقة, الخدمة, المحبة, نوال