كتب يتاريخ . نشر في أشعار

الخروف والراعي

خروف ضل الطريق وتاه وفي حفرة وقع وإندلق والحفرة مليانة بالشوك والشوك في كل جسمه علق حاول بمجهود شديد يخرج

إنغرس الشوك أكتر وزود من ألمه العرق

لا نفعت المرة دي شطارته تطلعه

ولا مهارته تنفعه

ولا إفتكر أنه كده هيتزنق

ومن كتر الخوف صرخ وصرخ

محدش سمعه وصوته في الهوى مرق

صرخ وإعترف:

ما كانش لازم إمشي في السكة دي

ما كانش لازم إسمع للي عمره معايا ما صدق

ما كانش لازم أمشي في طريق، كل أصحابي فيه إللي هلك واللي إندبح واللي انسرق

صرخ وحس بالندم

بس ينفع دلوقت الندم...؟!

لوكان حس بدري كان يمكن الندم فرق

جاع والجوع زود ألمه ورهبته

وإفتكر أنه ما دخل معدته من زمان أكل نضيف

غير أكل الطريق، زباله وورق

حل الظلام في الخفا

الأمل قدامه إختفى

وصوت الدياب جاي من بعيد

هجمت عليه وكأنها في سبق

وهو للموت بيستنى

إفتكر أن ما عاد فيه قوة غير النظر

فرفع عينيه لفوق لفوق للسما

فاكتشف نور، نور لمع، وإكتشف أن كتر البحلقة في الأرض عيشته في العمى

فصرخ، بس صرخة من نوع يختلف

خارجة من القلب بعد ما الحلق اتخنق

في الحال. في الحال، لقى ايد شديدة اتمدت ليه. في الحال...

الشوك جرح الأيد والدم منها سال

لكن بقوة مسكته ونشلته وحطته على كتف الراعي متشال

فاتحرر من الموت وإنعتق

وهو على كتف الراعي

حس قلبه بيدق بفرح

فهدي وسرح، ونام في سلام وبدون قلق

ولما فتح عينيه

لقى خضر المراعي حواليه

وعين حواليه تحرسه وتراعيه

فأكل وشرب وإمتلأ

والراعي إداه اسم جديد

به ينده له لو راح لبعيد

فدخل وخرج وحر إنطلق

زجل بقلم الدكتور شادي جورج

للمزيد إقرأي: حبة الحنطة

الظلام, الندم, خروف, الراعي