كتب يتاريخ . نشر في مملكتك

كيف أتعامل مع الصّراع

كيف أتعامل مع الصّراع

من منّا لا يواجه الصّراعات مع الآخرين؟! مع أهلنا... مع أولادنا... مع أزواجنا... مع زملاء العمل...

الصّراعات هي جزء من الحياة... فكيف أتعامل معها؟!

في بادىء الأمر أقدّم لك نصيحة أن تنظري إلى كلّ صراع على أنّه تحدّ من أجل بناء مهاراتك في حلّ النّزاعات ونشر السّلام... فنحن لا ندرك هذه المهارات ولا نتقنها دون ممارسة وخبرة... لذا، من خلال عقليّة صحيحة يمكننا الإبحار عبر النّزاعات والوصول إلى برّ السّلام والوفاق...

من المهمّ أن تكوني إيجابيّة عند مواجة الصّراع... اسألي الآخر عن سبب الصّراع والخلاف... ففي معظم الأحيان يكون الأمر سوء تفاهم... أو سوء تنسيق... أو اختلاف في المبدأ أو الهدف أو الرّأي... وفي الإيجابيّة ترين الأمور من منظار مختلف وهكذا يكون المشهد مختلفًا... لأنّنا في أكثر الأحيان ليس لدينا الوقت الكافي للتّعامل مع المواقف... وهذا ما يقودنا إلى اتّباع الأسلوب الخطأ...

ما هو الأسلوب الصّحيح؟!

هذا طبعًا يعتمد على اختيارك... يمكنك أن تختاري أن تغضّي النّظر عن الإهانة إذا استطعت... تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ، وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ. أمثال 19: 11... هذا التّغاضي لا يكون في صمتك من الخارج ونار الغضب تضرم في داخلك... التزامك الصّمت يعني أنّك تردّين على الآخر قائلة: لم تتمكّن من أذيّتي... وكأنّك سامحته... فهل باستطاعتك فعل هذا؟! نعم يمكنك... ولكن... هذا يعتمد على أمور عديدة...

توجد بعض الخلافات والصّراعات الّتي لا يمكنها أن تنطوي وتنفضّ بالمحبّة... وهذا عندما تطال الإهانة الإله الّذي نعبده... أو تلك الّتي تستمرّ في تدمير العلاقات... تؤذي الآخرين... وتهدم الأشخاص... في هذه الحال، أمر آخر من الضّروريّ جدًّا أن تقومي به... المواجهة... يجب أن يكون هناك هدفًا من هذه المواجهة... لذا فهي بحاجة إلى استعداد... لا تقومي بردّة الفعل... فيصبح ردّك دفاعًا بدل أن يكون عملًا بنّاءً...

إذًا، فكّري... هل موقفي صحيح؟! هل لديّ كلّ الوقائع؟! ما هو تأثيري في المشكلة؟! هل هذا هو الوقت المناسب؟! ما هي النّتيجة الفضلى الّتي عليّ أن أتوصّل إليها؟!

ومن ثمّ تباشرين الكلام... بينك وبين الشّخص المعنيّ بالصّراع... وفسّري لِمَ أنت غاضبة... وإذا لم تجدي صدىً إيجابيًّا من الطّرف الآخر، اطلبي حضور شخص معكما... ربّما شخص من العائلة، أو صديق، أو زميل في العمل....

اسخدمي أسلوب ال ر-ف-ا...

راقبي... شاركيهم بما راقبت عن جوانب الموقف...

فسّري... أعطي تفسيرات واقعيّة لما حصل...

اسمعي... دعي الشّخص الآخر يشرح لك ما لديه من أفكار...

بعد قيامك بهذه الخطوات بتأنٍّ وانتباه... يحين وقت اتّخاذ القرار للرّد الصّحيح... وهذا الرّدّ يعتمد على ردّة فعل الآخر أمامك... إذا ما اعتذر، سامحي وانسي... ولا تعاودي ذكر الموضوع أو التّكلّم عنه لاحقًا...

هذا ما عليك فعله لتتحرّري، ليس من الصّراع... إنّما من القيد الّذي يستمرّ بتكبيلك في نطاق صراع لا ينتهي... درّبي نفسك على بنيان علاقات تتّسم بالمحبّة والرّحمة والغفران... فنحن فعلًا نحتاج إلى القوّة... إلى الحكمة... في حياتنا اليوميّة لنتخطّى هذه العقبات في الصّراعات اليوميّة...

دعينا... أنا وأنت نكون أدوات نعمة... فنليّن الغضب... نحسّن التّفاهم... نعزّز العدالة... ونشجّع التّوبة والمصالحة... فهذا ما تعلّمنا إيّاه محبّة الله لنا...

الحكمة, المحبة, السلام, الغضب, الغفران, المشاكل, التوبة , المصالحة, المسامحة, المواجهة, العدالة, الصراع , التأني, اتخاذ القرار, النزاعات, بناء العلاقات