كتب يتاريخ . نشر في مملكتك

تكلّمي... لم يفت الوقت بعد

تكلّمي... لم يفت الوقت بعد

قلت لها، يمكننا أن نذهب إلى أيّ مكان... حتّى وإن بقينا في الشّارع... ذلك لأنّ والدي كان يرهبنا...

في شريط مصوّر، يتكلّم الممثّل الشّهير تيري كروز عن تجربة طفولته... بدموع وغصّة يخبر عن طفولة أرعبته لسنوات... إنّما أيضًا يحفّز في شهادته على كيفيّة تخطّي الصّدمات الّتي تواجهنا بها الحياة... يشجّع تيري في هذا الشّريط المصوّر على ألّا نخاف من البوح بقصص عشناها... بهدف الشّفاء من ذيولها ونتائجها... يقول تيري في مقابلته لدى المؤسّسة الغير مبتغية للرّبح "Safe Horizons":

كان أبي يقوم بضرب أمّي... كان يضربها بقوّة خاصّة على وجهها... أذكر، كنت أراها على الأرض... وأنظر إليه... ذلك الرّجل ذو الحجم الكبير... وكنت أفكّر: "يا إلهي، كيف يقول أنّه يحبّها؟! ماذا سيفعل بي أنا؟!" كنت أيضًا أفكّر في طريقة أحمي أمّي بها... لقد كنت أعلم أنّ ما يفعله خطأ... كلّما كان أبي يعود إلى المنزل، كنّا نشعر بخوف كبير... لم نكن نعلم ما يمكنه أن يفعل بنا... وأنا بقيت أعيش الخوف منه وأعاني من الكوابيس أثناء النّوم... وبقيت هكذا حتّى أصبحت في الرّابعة عشر من العمر... لأنّني لم أكن أعلم ما سيأتي في المستقبل... كنت أصحو من أحلام مرعبة، على أصوات أشخاص يصرخون.. أصوات تكسير الزّجاج... وضجيج أينما كان... عشنا كوابيسًا لعدّة سنوات...

في إحدى اللّيالي، أذكر أنّني استيقظت على همس أمّي تقول لي بأن أحزم أغراضي، لأنّنا سنرحل ونترك ذلك المكان... جمعنا أغراضنا في أكياس نفايات... ولكن بعد قليل، عادت إلى غرفتي لتخبرني بأنّنا لن نتمكّن من الرّحيل... إلى أين سنذهب؟! والآن... أذكر تمامًا ذلك الشّعور الّذي انتابني... قلت لها، يمكننا أن نذهب إلى أيّ مكان... حتّى وإن بقينا في الشّارع... ذلك لأنّ والدي كان يرهبنا... لقد جعلنا نعيش شعور الإرهاب يحيط بنا من كلّ صوب... إنّما كان السّؤال: ماذا يمكننا أن نفعل؟!

في حالة كهذه، على الغير أن يدرك جيّدًا.. من يمرّ بمرحلة كالّتي عشناها، يشعر بفقدان تام للأمل... لا أمل على الإطلاق...

وعلى مرّ الأيّام بعد أن كبرت، كنت دائمًا أردّد على نفسي القول بأنّني لن أفعل ما فعل أبي... لن أكون مثله... لكنّني دون إرادة منّي، كنت قد حملت في نفسي ضررًا كبيرًا... انطبعت فيّ أضرار تولد من الصّدمات والأذى الّذي لحق بي في طفولتي... وفي معظم الأحيان كنت أفكّر: أسلوبي الّذي سينجح، وإلّا... فوجدت نفسي في بعض الأحيان أصرخ في وجه ابنتي وأكلّمها كأنّها رجل في الثّلاثين من عمره! لكنّني كنت أعتذر في ما بعد... وأعبّر عن أسفي إذ لم أسيطر على نفسي...

هذا ما أيقظني فعلًا... وشققت طريقي نحو ما أنا عليه اليوم... رجل ناجح... وهذا أكثر الأمكنة دفئًا... النّجاح الحقيقي...تحقيق الهدف... كلّ ما كان عليّ إدراكه هو: أيّ شخص رجلًا كان أم امرأة أم طفلًا... في أيّ مكان وفي أيّ زمان... من الممكن أن يصبح ضحيّة، ومن الممكن أن يتعرّض لسوء المعاملة... لا أمل لديهم في الحصول على المساعدة، لأنّ لا مكان لهم يلجأون إليه... من المحتمل أن يخسروا وظيفتهم... أو ربّما لا يقدرون أن يدفعوا نفقات المحامي... أو أيّ أمر آخر يقف عقبة أمامهم...

ولكن، كي نتغلّب على هذه الحالات ونتخلّص من الضّرر الملحق بنا وما يتأتّى عن هذا الضّرر، كلّ ما نحتاجه يكمن في أمور ثلاث: يجب أن نبتعد عاطفيًّا... أن نبتعد مادّيًا... وأن نبتعد جسديًّا...

ربّما أن تخبري قصّتك إلى العلن هو من أصعب الأمور الّتي تقومين بها... وهذا أكثر ما أحببته مع مؤسّسة "Safe Horizons"...لقد كانت الملاذ الآمن... المكان الّذي يقدّم الخدمات الّتي يحتاجها النّاس...

وأقول لك... وهذه رسالتي... أنا ممثّل مشهور... وعملي جيّد جدًّا... لكنّني أريد أن أخبرك عن هذا... يمكنك أن تعيدي بناء ما كُسِرَ في نفسك... يمكنك إصلاح ما تهدّم... ولهذا الهدف، علينا أن نتكلّم... أن نفصح عن مشاكلنا وما يعذّب أنفسنا... وبعدها... يمكننا أن نظهر للآخرين بأنّه باستطاعتنا أن نبدّل العالم...

https://www.facebook.com/watch/?v=1775983272546709

النجاح, الهدف, العنف ضد المرأة, الأمل, الضرر, الشفاء, العنف الأسري, بناء النفس, الملاذ الآمن, صدمات الحياة, فقدان الأمل