كتب يتاريخ . نشر في مملكتك

الحبُّ ما كان يوماً "حظ"

الحبُّ ما كان يوماً

في الحبِّ أَمْنٌ وَنجاحْ، في الحبِّ سِتْرٌ وَسَماحْ...  المحبّة لا تسقط أبدًا... 1 كو 13: 8

عندما نشاهد أو نسمع عن زوجين يُقدِمان على الطّلاق، قد يتبادر إلى ذهننا بأنّ "حظَّهما عاطلٌ"... وأنّهما لم يَتَوَفَّقا في حياتهما الزّوجية...

وعندما نشاهد زوجين يُحبّان بعضهما البعض... ويعيشان في سعادة وسرور... فلا نظنَّنَ أنّهما محظوظان… ذلك لأن الحياة الزّوجية لا تستند على الحظّ... ولا يقرِّر مصيرها الحظّ... ولا يُنْجِحها الحظّ... ولا يُخْربها الحظّ... فكلمة "حظّ" ليستْ موجودة في قاموس الزّواج...

ولكي يكون الزّواج ناجحًا، على الزّوجين أن يكونا مستعدّين لكثيرٍ من التّنازلات والتّضحيات... ونحن لا نعرف كمَّ العيوب التي تتواجد في شخصية كلٍّ منهما... ولأنّهما توافقا أن يعيشا معًا على الرّغم من وجود السّلبيات، فلا بد من الإحتمال والصبر...

نحن لا نعلم كم تَغاضَيا عن تلك العيوب، ولا نعرف مدى التفَهُّم الذي أَبْدَياه تجاهها... ولا بدّ أنّهما بذلا مجهودًا كبيرًا في سبيل تَقَبُّل هذه العيوب... ومن المؤكَّد أنّهما تحدَّثا عنها بكلّ صراحة، ووعد كلٌ منهما الآخر بأن يبذل جهده لتحسين الوضع... وهكذا أجْبَرا أنفسهما بأن يتعايشا معها إلى أن تصطلح الأمور...

لكنّ العيوب ليست العقبة الوحيدة في طريق الزّواج... فهناك الأخطاء والزّلات... فكم من مرّة أخطأ أحدهما بحق الآخر... وكم من المرّات وقعا في فخِّ زلَّة اللسان... لكنّهما من أجل العهد الذي تَعَهَّدا به أمام الله والنّاس، تعلَّما الغفران والمسامحة، وتمسَّكا بذلك العهد المقدَّس الذي نَطَقا به وهما في ثوب العرس، من أجل إكمال حياتهما معًا... في السّرّاء والضّرّاء... في المرض والصّحة... في الفقر والغنى... في الإساءة والمسامحة...

الحبُّ ما كان يومًا "حظّ"

الحبُّ إحترامٌ وعطاء مُتَبادَل... الحبُّ تَفانٍ وإخلاص... ألحبُّ قناعةٌ ورِضى... الحبُّ إحتمالٌ وصبر...

هذه الصّفات تُبَلْوِرُ الحبّ وتجعله جوهرة الحياة... إنّها صفاتٌ تقود الشّريكين نحو السّعادة... وتجمعهما معًا ولن يُفَرِّق بينهما سوى "الموت"...

"في الحبِّ أَمْنٌ وَنجاحْ، في الحبِّ سِتْرٌ وَسَماحْ

في الحبِّ تكميلُ الصّلاحْ، فالحبُّ يا نِعْمَ الوِشاحْ"

الزواج, الطلاق, الحب, الحظ , الحياة الزّوجية, فشل الزواج, العهد المقدس, الزواج الناجح, التنازلات و التضحيات