كتب يتاريخ . نشر في مملكتك

معنى الحبّ والزّواج

معنى الحب والزواج

إنّما هذه المرّة كان متنبّهًا جيّدًا... حتّى لا يكرّر نفس الخطأ الّذي وقع به في حقل القمح...

سأل أحد التّلامذة معلّمته: "ما هو الحبّ؟" فأجابت المعلّمة: "حتى أجيب عن سؤالك، أطلب إليك أن تذهب إلى حقل القمح بجانب ملعب المدرسة، واختار أكبر سنبلة قمح فيه، إنّما بشرط... لا يمكنك الرّجوع إلى الوراء... أي أنّه عليك أن تمشي متقدّمًا في الحقل... تتفحّص السّنبلة مرّة واحدة قبل أن تقرّر إختيارها، أو العبور عنها... لا يمكنك العودة متراجعًا كي تغيّر رأيك في الإنتقاء..."

أطاع التّلميذ ودخل حقل القمح... تفحّص الصّفّ الأوّل من السّنابل... رأى سنبلة كبيرة... لكنّه فكّر... ربّما يجد أكبر منها إن تقدّم في المسير... وفعلاً... وجد سنبلة أكبر من الّتي رآها سابقًا... لكنّه أعاد التّفكير في أنّه حتمًا سيجد أكبر منها لاحقًا... وهي في انتظاره كي يختارها...

مرّ الوقت، وكان التّلميذ قد وصل إلى منتصف الحقل... وحينها بدأ يدرك بأنّ بعض السّنابل السّابقة تكبر ما يجده أمامه... وعلم بأنّه فوّت فرصة إختيار السّنبلة الأكبر... وشعر بالنّدم.

قرّر ألاّ يختار أيّ سنبلة... وعاد حزينًا إلى معلّمته... فارغ اليدين...

قالت له معلّمته: "هذا هو الحبّ!! نبقى نبحث عن الأفضل والأحسن... لكنّنا ندرك لاحقًا بأنّنا ضيّعنا الشّخص المناسب ونحن على طريق البحث..."

فسألها: "إذًا ما هو الزّواج؟"

فقالت: "حتّى نجد الإجابة، عليك دخول حقل الذّرة في هذه المرّة... واختيار حبّة الذّرة الأكبر... وبنفس شروط المرّة السّابقة....

دخل التّلميذ الحقل... إنّما هذه المرّة كان متنبّهًا جيّدًا... حتّى لا يكرّر نفس الخطأ الّذي وقع به في حقل القمح... وعند وصوله إلى منتصف الحقل... إختار واحدة، متوسّطة الحجم، إنّما... أعجبته... وشعر بأنّها تفي بالغرض، ففيها تتوفّر الصّفات الّتي تناسبه هو... حملها... وعاد إلى معلّمته...

قالت له: "لقد عدت ومعك حبّة ذرة... اخترتها أنت... لقد بحثت عن واحدة جيّدة لك... وأنت تؤمن بأنّها مناسبة لك... وبأنّها هي نفسها ما تريد وتحتاج... وهذا هو اختيارك الأفضل... هذا هو الزّواج!"

الزواج, الحياة, الحب, القرار, الأفضل, الإختيار