كتب يتاريخ . نشر في متميزة

في سنِّ الثّانيةِ والتّسعين... تُعَلِّم الپيانو بواسطة أل Zoom

في سنِّ الثّانيةِ والتّسعين... تُعَلِّم الپيانو بواسطة أل Zoom

تقول إحدى الأمهات: "يعلمُ أولادُنا أنّه عندما تتصلُ Mrs Cornelia بهم، عليهم أن يكونوا جاهزين أمامَ الپيانو مع كتبِهم وأقلامِهم... وهم يُثَبِّتون الكاميرا كيما تتمكنَ المعلمةُ من متابعتِهم سمعيًّا وبصريًّا لتسجيلِ ملاحظاتِها..."

في زمنِ الكورونا، حيثُ يلزمُ معظمُ التلامذةِ بيوتَهم، لم تتوقف Cornelia Vertenstein وهي في الثّانيةِ والتسعينَ من عمرِها، والناجيةُ من الإبادةِ الجماعيةِ في رومانيا، من مواصلةِ تعليمِها دروسَ الپيانو من منزلَها في Denver…

قبلَ ذلك، كانت مواكبُ التلامذةِ تصلُ إلى منزلِها أسبوعيَّا، حاملين كتبَهم، يتلقّون درسَهم لمدةِ ساعةِ... وعندَ المغادرةَ تُلصِقُ Cornelia على يدِ الصغارِ منهم sticker لتشجيعِهم، وهم بدورِهم يعانقونها…

لكنّ الكورونا ڤيروس وضعَ حدًّا لهذه الزيارات... أمّا Cornelia فلم تضعْ حدًّا لدروسِها... وهي بالطبع، لن تلغي مواعيدَها…

وهي تقول: "أنا أؤمنُ بقوةِ الإستمراريّة... لقد تعلّمَ تلامذتي المثابرةَ ومواصلةَ ما يعملونه... أنا أُعلِّمُهم كيفَ يتعلمون وكيف يعملون"...

وتتابع: "بدأتُ تعليمَ دروسِ الپيانو في سنّ الرابعةَ عشر... وكنتُ أذهبُ من منزلٍ لآخرَ لهذا الغرض... ألآن هم يأتون إليّ بابتسامةٍ عريضةٍ وحبٍ للتعلُّمِ"...

عندما إجتاحَ كورونا العالم، إضطرَّ الناسُ أن يبقوا في منازلِهم... وكثرَتْ المخاوفُ حولَ كبارِ السّنّ... وأصبحَتْ Cornelia فجأةً وحيدة... لكنّها أصرَّتْ على متابعةِ دروسِها، فاتصلَت بتلامذتِها عبرَ الFaceTime ، وباشرَت بإعطاءِ الدّروسِ تمامًا في الوقتِ المعتاد.

وتقول إحدى الأمهات: "يعلمُ أولادُنا أنّه عندما تتصلُ Mrs Cornelia بهم، عليهم أن يكونوا جاهزين أمامَ الپيانو مع كتبِهم وأقلامِهم... وهم يُثَبِّتون الكاميرا كيما تتمكنَ المعلمةُ من متابعتِهم سمعيًّا وبصريًّا لتسجيلِ ملاحظاتِها..."

وتقول Cornelia: "عندما إنتشرَ الوباء، إزدادَت مخاوفي من إلغاءِ حفلِ الرّبيعِ الذي يتمُّ التّحضيرُ له منذ شهورٍ لإحيائِه في جامعةِ Denver، ثمّ أصبحَ واضحًا أنْ لا تجمُّعات... لكنّ إحدى السّيّدات أرشدَتْني إلى تطبيق Zoom، فأعادَت لي الأمل..."

ومؤخّرًا... وفي شهرِ أيار May 2020، ظهرَ طلّابُ Cornelia عبرَ تطبيقِ Zoom وهم يحيون حفلَهم المنتظر... كلٌّ من منزلِه وأمامَ آلتِه، وقد لمَّعوا آلاتِهم وارتدوا أحسنَ ما لديهم... وجلسوا أمامَ كاميراتِهم لتسجيلِ هذا الحفلِ الرّائعِ... وقدِ إنضمَّ الأهلُ والأخوةُ والأجدادُ لمتابعةِ ما يجري...

وخوفاً من الإنفعال سجَّلَتْ Cornelia إفتتاحيّتّها مُسبقًا، حيث قالت:

"بفخرٍ كبيرٍ، أقدّمُ إليكم تلاميذي، الذين جهَّزوا أنفسَهم بكلِّ إنضباطٍ وتصميمٍ في ظلِّ الظّروفِ الصّعبةِ القائمة... عندما كنتُ صغيرةً لم أستطِعِ الذّهابَ إلى المدرسةِ لظروفٍ معيَّنةٍ... لكنّهم جهزوا مدرسةً صغيرةً لأمثالي في الطّابقِ الأرضيّ في مبنى قديمٍ، ومن دونِ تدفئة... عقولٌ كبيرةٌ وإنجازاتٌ عظيمةٌ خرجَتْ من هذه المدرسةِ التي علَّمتني أنَّ الظروفَ لا تقفُ عائقًا في طريقِ تحقيق الذّات... بإمكانِكم أن تسعوا وتكافحوا... أن تتعلَّموا ويكونَ لديكم أحلامًا... وحتّى يحين موعدِ قرعِ جرسِ بابِ منزلي ثانيةً، لن أدعَ هذا الوباءَ يبعدُني عن تلامذتي... سأتابع دروسي online..."

التصميم, المثابرة , تخطي العقبات, التعلم عن بعد, فيروس الكورونا, التعليم في زمن الكورونا, التغلب على الظروف, الپيانو