كتب يتاريخ . نشر في متميزة

فَقَدَتْ ساقها، فأبدَعَتْ في رقص الباليه

فَقَدَتْ ساقها، فأبدَعَتْ في رقص الباليه

تقول غابي: "عندما أكبر سأدخل الجامعة وأتخصَّص في طُبِّ الأطفال، أو أعمل كممرّضة… ولن يتوقّف حلمي عند هذا الحدّ، بل سأعمل جاهدة في البحث عن علاج لمرض السّرطان، ولن يُعيقني أحد… حتى المرض نفسه…

يصبح للحياة معنى أكبر عندما نسعى لتحقيق ما نحن متحمِّسون له… إنَّ رغبتنا المشتعلة لتحقيق أحلامنا، هي الدّافع الحقيقي للإرتقاء فوق تحدّيات الحياة مهما كانت صعبة…

هذا ما حدث تمامًا مع غابي شول... التي سَعَتْ لتحقيق أحلامها، رغم الظّروف الصّعبة التي فُرِضَتْ عليها… ففي عام ٢٠١١ عانت غابي من إصابة في ركبتها بعد أن سقطت خلال رياضة التّزلّج على الجليد… وبعد شهرين من العلاج الجدّي، لم تتماثل غابي للشّفاء، وظلَّت ركبتها متورِّمة ومؤلمة… وقد ظنَّ الأطباء أن تأخُّر شفائها يعود إلى تَوَتُّرٍ عصبي… لكن صورة الرّنين المغناطيسي أظهرت ما هو أسوأ بكثير… غابي تعاني من Ostreosarcoma، السّرطان الذي يأكل الأنسجة والعظام معًا…

وتقول والدة غابي: "لقد سألتني إبنتي لماذا حَدَثَ هذا لي بالذّات؟؟" وكانت إجابتي "أنّه من الممكن جدًّا أن تحدث الأمور السيِّئة للأشخاص الطيِّبين… ولا نستطيع أن نعرف ما هو السّبب الحقيقي… لكنّنا سنعمل جاهدين لتخطّي هذه المرحلة… وهذا ما قمنا به…"

وقد أجمع الأطبّاء على إجراء جراحة لها تقتضي إزالة ركبتها…

بعد إستماعها لتوصيات الطّبيب، باشرت عائلة غابي في التفرُّج على أشرطة الڤيديو التي تُظهِر أطفالاً في حالة مماثلة لحالة غابي، وهم يتزحلقون أو يتسلَّقون الصّخور، أو يتزلجون على الماء، بعد أن خضعوا لعملية إزالة الرّكبة… وعن هذا تقول الأم: "لقد إقتنعنا أنّه لا توجد سلبيّات لاستبدال السّاق، سوى المظهر الخارجي… فعندما تتناسى الماضي وتركِّز على المستقبل، وتفكر بنوعيّة الحياة التي ستحياها، فإنّك ستجد بأنّك قد ربحت كلّ شيء…"

بهذا المنظور خضعتْ غابي إبنة التّسع سنوات للعلاج الفيزيائي لمدة ١٢ أسبوعًا قبل الخضوع لعملية بتر ساقها… صحيح أنها ستخسر ساقها، لكنّها ستربح حياتها… بعدها ستتابع نشاطها تمامًا مثل أيّ طفل إعتيادي…

مرَّت تلك المرحلة على غابي ببطء، واستغرقت سنةً كاملة لكي تتعلّم غابي السّير مع ساق إصطناعيّة جديدة… ثمّ سنة أخرى لكي تعود إلى النّشاط الأحب على قلبها… الرّقص!

وعن هذا تقول غابي: "إنّها جراحة فريدة… ليس للجميع، لكن على الأقلّ لي شخصيًّا… أنا أُعَوِّد ساقي على الرّقص… وسأقف مجدّداً على أصابع قدمي الجديدة، وأتنافس في الرّقص… "

واليوم تستخدم غابي خبرتها لمساعدة الآخرين الذين يمرّون في ظروف مماثلة… وهي الناّطق الرسمي لِThe Truth 365 وهي حملة وسائل الإعلام الإجتماعيّة التي تخدم الأطفال الذين يعانون من السّرطان…

وتقول والدة غابي إنَّ إبنتها حقّقت أكثر بكثير مما يتوقّع الجميع… "هذه الطّفلة تتمتّع بعزيمة فريدة… نحن لا ننظر إليها كشخص لديه إعاقة… وفي معظم الأحيان ننسى أنَّ لديها ساقاً إصطناعيّة…"

وتقول غابي: "عندما أكبر سأدخل الجامعة وأتخصَّص في طُبِّ الأطفال، أو أعمل كممرّضة… ولن يتوقّف حلمي عند هذا الحدّ، بل سأعمل جاهدة في البحث عن علاج لمرض السّرطان، ولن يُعيقني أحد… حتى المرض نفسه…

المرض, التصميم, الإرادة, الرقص, الإعاقة الجسديّة, تخطّي المصاعب, تحقيق الهدف, التغلب على المرض, الأطراف الإصطناعية, السرطان لدى الأطفال, معنى الحياة