كتب يتاريخ . نشر في متميزة

حِياكَة منزل!

حِياكَة منزل!

الإلهام الأساسي هو مبدأ التّفكير من خلال التّطبيق، والتّجربة العمليّة ومراقبة الأداء… توجهتْ عبير في تصميمها إلى إختيار المواد

التي صُمِّمَتْ منها مآوي الكوارث، والمواد التي تُستخدم في حِياكة المأوى. واختارتْ الأنسجة التي تمتصّ أشعة الشمس

مُهندِسَة وفنّانة، مُصَمِّمَة ومُنتِجَة… إنّها الأردنيّة عبير صيقلي، التي حصلت على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعماريّة من جامعة Rhode Island School Of Design عام ٢٠٠٢. 

وعلى مدى ١٠ سنوات، عملت عبير على تطوير عملها الفريد، ألمُسْتَمَدّ من حبّها للبيئة الغنيَّة بالثّقافة التي نشأتْ بها… وقد حوَّلَتْ عبير خبراتها وتجاربها وطَوَّرتها، فظهر ذلك واضحًا في أسلوبها المعماريّ الخاصّ بها… فهي التي عرفت كيف تمزج التكنولوجيا مع الحِرفَة والحِياكَة والصّناعة، وهي التي دَمَجَتْ بين الحداثة والقِدَم في طريقها نحو العمارة الممزوجة بين التّراث والتّجديد… 

عملت عبير على معالجة مشكلة هامّة، وهي تأمين المأوى المناسب للإنسان، خاصّةً بعد أن إستضافتْ دولتها ما يزيد عن ١,٤ مليون لاجىء، بشرط أن يؤمِّن هذا المأوى أبسط الحاجات الإنسانيّة وهي الماء والكهرباء… فصَمَّمَتْ خِيَمًا لللاجئين الذين يعيشون في الصّحراء… وتتميَّز هذه الخِيَم بأنّها تجمع الأمطار وتُخَزِّن الطاقة الشّمسيّة للتّوفير الذاتي للطّاقة الكهربائيّة والمياه… 
وعن هذا تقول عبير: "يتأتّى الإلهام الحقيقي من خلال العمل الجاد لسنوات طويلة والمثابرة في العمل… والإلهام الأساسي هو مبدأ التّفكير من خلال التّطبيق، والتّجربة العمليّة ومراقبة الأداء… وبشكلٍ بطيء ستجد نفسك هناك…" 

وتتابع عبير: "يميل المهندسون المعماريون في الوقت الحاضر إلى استخدام برامج الكومبيوتر لتصميم المباني، بينما يجلسون في مكاتبهم المغلقة، بعيدًا عن النّاس والطّبيعة… لكن كمعماريّ حقيقيّ، عليك أن تتواجد فعليًّا في المكان الذي تُصَمِّم له، لتشعر به وتتفاعل معه وتختبر تصميمك على أرض الواقع… وهذا العمل هو مُصَمَّم لحاجة النّاس ودمجها مع الطّبيعة…" 

توجهتْ عبير في تصميمها إلى إختيار المواد التي صُمِّمَتْ منها مآوي الكوارث، والمواد التي تُستخدم في حِياكة المأوى. واختارتْ الأنسجة التي تمتصّ أشعة الشمس… وهذا الإستخدام الهيكلي يشير إلى عادات قديمة مُتَمَثِّلة في ربط الألياف المستقيمة لتكوين مُنْتَج مُعَقَّد ثلاثي الأبعاد… وعن هذا الإبتكار تقول عبير: "إنَّ أهمية الإبتكار تكمن في الإهتمام الشّخصي… فهذا الإبتكار يعتمد على قوة المُحَرِّك والدّافع الشّخصي… "إذا إحتجْتَ شيئاً سوف تصنعه…" لقد إكتشفْتُ دوري وأصبحتُ إنسانة أكثر وعياً… أن أخدم المجتمع وأُحَسِّنُ نوعيَّة الحياة — هذه هي أنا…"

التصميم, الفن, المهارة, أرض الواقع, تصميم البناء, حياكة الأنسجة, حاجة الإنسان, مأوى مناسب للطّبيعة, الإبتكار, مبدأ التّفكير, التّطبيق والتّجربة, الهندسة المعماريّة