كتب يتاريخ . نشر في متميزة

كوني فخورة بجروحك

كوني فخورة بجروحك

حين تزيّنين النّدوب بخطوط من ذهب، يمكنك إظهارها بفخر... فترتدينها مثل شارة شرف

قرأت عن اليابانيّين أمرًا أثّر بي كثيرًا، يقول: عندما يُكْسَر وعاء في اليابان، تتم إعادة ترميمه، فتُملأ شروخه بالذّهب، فتبدو خطوطًا بديعة، هذه الخطوط تبرز جمال زجاج مكسور، فاليابانيّون يؤمنون بأنّ الأشياء الّتي تتعرّض للكسر تملك ماضٍ ذات قيمة، وتزيدها الشّروخ جمالاً.

هذا الأمر ينطبق أيضًا عليّ أنا وعليك أنتِ... فكلّ ما عشتِه، وسوف تعيشينه، لا يجعل حياتك أكثر فظاعة... حتّى وإن كانت الأمور تبدو هكذا... فبعد كلّ كسر، إنهضي... وزيّني جروحك لتُظهِر الجمال في كلّ ما تمرّين به... عليك أن تؤمني بأنّك لم تبلغي بعد مرحلة الجروح الّتي لا تعالج... وما زلتِ قادرة على انتشال نفسك واتّخاذ دروس الحياة ممّا مررت به. وهكذا تصبحين شخصًا أفضل، بسبب ظروف الحياة المؤلمة.

حين تزيّنين النّدوب بخطوط من ذهب، يمكنك إظهارها بفخر... فترتدينها مثل شارة شرف، وكأنّك تقولين للعالم: تمعّن بما مررت به! لأنّني بسببه صرت ما أنا عليه اليوم. وأنا قادرة على تخطّي كلّ العقبات الّتي تعيق بها الحياة طريقي

من المؤكّد أن لا أحد يحيا حياة كاملة وخالية من المصاعب... لا أحد يمتلك حياة مثاليّة.. لذا فالأمر يعود لك... إمّا أن تستسلمي أو أن تقومي بملىء شروخ معاناتك بالذّهب، فتبدو النّدوب آثارًا جميلة.. لا تشعري بالخجل ممّا حدث معك... بل حوّليه إلى لوحة بديعة... فالأمور المحزنة تحدث لغاية معيّنة في حياتنا لجعلنا أناسًا أفضل من قبل.. إذا أنكرت ما حدث واشتكيت منه ورفضت تقبّله... لا تأتين بالإفادة منه بشيء...

ولكن إن قبلته، ونظرت إلى الجانب الإيجابي منه... فسيتحوّل الأمر... وكأنّك تكسين الجرح وتملئين شرخه بذهب ثمين.. فتحوّلين أمرًا سيّئًا بشعًا إلى جمال ملهم بديع.. فيصير النّدب مصدر الفخر والإلهام، لا لك فقط، بل للغير أيضًا.. فتتحوّل معاناتك الماضية لتصير ذات قيمة..

وتجعل منك نسخة جديدة بمواصفات أكثر جمالاً وفعاليّة..، وأثمن.

الفخر, الذهب, الجمال , الجروح, المُعاناة, الإلهام