كتب يتاريخ . نشر في متميزة

أكيلا أسيفي

أكيلا أسيفي

معلمة تاريخ وجغرافية، أنفقتْ جائزتها على تعليم اللاجئين، عام ٢٠١٥ تمَّ تكريم أكيلا من قِبَلْ الأمم المتحدة، وحصلتْ على جائزة بقيمة ١٠٠,٠٠٠ دولار،

فافتتحتْ أكيلا مدرسة ثانوية للبنات في المخيم، وتحوَّلتْ مدرسة الخيمة الصغيرة إلى مبنى دائم مليء بالفتيات.

"أكيلا أسيفي" الفتاة الباكستانية التي إفتتحت مدرسة لللاجئات الباكستانيات، لتؤمِّن لهن فرصة التعليم الوحيدة...

منذ نعومة أظافرها وأكيلا تحلم بأن تكون معلِّمة! عاشت في العاصمة كابول، وكانت تعلِّم مادتي التاريخ والجغرافيا وهي لم تزل في العشرين من عمرها...

وتقول أكيلا: "عشتُ في كابول في زمنٍ لم تكن فيه حركة طالبان قد ظهرتْ بعد... ذلك الزمن الذي لم يدركه كثيرون في باكستان، حين لم تكن هناك تفرقة بين الرجل والمرأة..."

لكن عندما بدأت الحرب الأهليَّة عام ١٩٩٢، لم يكن أمام أكيلا سوى الهروب... "كان علينا أن نهرب من أجل حياتنا... تركتُ كل شيء، مدرستي، تلامذتي ومنزلي..."

عندما وصلَتْ أكيلا إلى مخيمٍ لللاجئين في Chandana أدركتْ على الفور بأن هناك حاجة ماسة لتعليم الفتيات...

وكلاجئة في العشرينيات من عمرها، إفتتحتْ أكيلا مدرستها الأولى للبنات في مخيم اللاجئين حيث تعيش... وتقول أكيلا: "عندما وصلنا لم تكن أيٌ من الفتيات قد دخلتْ المدرسة من قبل... فقد كان التعليم حكراً على الصبيان فقط..".

بدأتْ أكيلا مدرسة البنات في خيمة صغيرة، حينها لم يكن يوجد مُصطَلحاً لكلمة "معلِّمة" هناك...

بدأت دروسها عن الإقتصاد المنزلي، وعن النظافة الشخصية - وذلك لكي تبرهن لتلامذتها وذويهم، بأنَّ التعليم ليس شيئاً مُخيفاً - إنه فقط يساعدكم في تحسين حياتكم... في البداية لم يتجاوز عدد التلامذة أصابع اليد الواحدة... لكن وبعد انتشار الأخبار، إزداد العدد. وسرعان ما بدأتْ أكيلا بالعمل المتناوب، أي أكثر من دوام واحد، وذلك للتأكد من أنَّ الفتيات قد نِلْنَ نصيبهن الكامل من التعليم... ومع الوقت، وجدتْ أكيلا أنَّ الفتيات أصبحنَ أكثر ثقةً بأنفسهن، وأكثر انخراطاً.

واليوم وبعد عقود من التفاني في هذا العمل الشاق، إرتفع عدد التلامذة إلى ١٥٠٠ تلميذة، بينهن ٩٠٠ من اللاجئات.

وتقول أكيلا: "لم تتوقَّف التلميذات عن سؤالي السؤال نفسه - كيف نستطيع أن نكمل دراستنا عندما نصل إلى الصف الثامن؟

واليوم نحن نُحقِّق لهن هذا الحلم... فعام ٢٠١٥ تمَّ تكريم أكيلا من قِبَلْ الأمم المتحدة، وحصلتْ على جائزة بقيمة ١٠٠,٠٠٠ دولار، فافتتحتْ أكيلا مدرسة ثانوية للبنات في المخيم، وتحوَّلتْ مدرسة الخيمة الصغيرة إلى مبنى دائم مليء بالفتيات.

أنا محظوظة جداً كوني ولدتُ في عائلة متحرِّرة. كان أبواي يقدمان الدعم لي ولإخوتي من ناحية التعليم... لقد كانت الحياة في كابول مختلفة جداً عن الحياة التي نحياها هنا... حين وصلنا لم يكن يُسمَحُ للفتاة بمغادرة المنزل - وفكرة تعليمها لم تكن واردة مُطلقاً - كان علي أن أكون حَذِرَة وأن لا أُفسد هذا النظام وهذا المجتمع التقليدي، لكني شعرْتُ بالتزام أخلاقي تجاه العنصر النسائي، وأن أمنح المرأة حقها الإنساني والأساسي في التعليم.

هناك ٩ مدارس في المخيم... وجائزة الأمم المتحدة ستساعدني في تعزيز قضيتي... وعملي هذا هو مصدر إلهام لبعض من تلامذتي، اللواتي انخرطن في التعليم أيضاً. لقد عاد بعض منهن إلى كابول حيث افتتحن مدرسة في إحدى القرى، ولم تزل هذه المدرسة قائمة على مدى ١٢ سنة... أنا فخورة جداً بهذا..."

وعلى مدى ٢٥ عاماً، لا تزال أكيلا تؤَمِّن لللاجئات فرصتهم الوحيدة في التعليم!!!

تأمل أكيلا بالعودة إلى كابول يوماً ما، كي تشارك الفتيات موهبتها في التعليم وتقول: "هناك فتيات كثيرات بحاجة إلى التعلُّم... أريد أن أعلِّمهن وأفتح مدرسة لهن..."

#مدرسة #تعليم المرأة #لاجئة #أكيلا أسيفي #دعم #باكستان

التعليم, اللاجئين, المدرسة, الدعم, باكستان, تعليم المرأة