كتب يتاريخ . نشر في متميزة

مَلِكَة من غامبيا

مَلِكَة من غامبيا

إيزاتو سيساي ملكة من نوع آخر، وبشكلً غير مباشر، بدأت سيساي مع فريقها المتطوِّع بتغيير الدور الذي تلعبه المرأة في مجتمعها...

فدور المرأة لا ينحصر فقط في العمل المنزلي من تنظيف وطهو وتربية الأولاد، ثم انتظار الزوج حتى يعود من العمل... لقد أرادتْ سيساي قلب هذه المعادلة، وعن هذا تقول: "إنَّ تغيير هذه الذهنية هي إحدى أولوياتنا..."

النفايات البلاستيكية هي واحدة من أسوأ الملوِّثات على الصعيد العالمي. وهي المساهم الرئيسي في انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون وتغيير المناخ. فكيف يكون الحال في بلدٍ إفريقي صغير، إستوائي المناخ مثل غامبيا؟؟

عام ١٩٩٧ أدركتْ "إيزاتو سيساي" هذا الخطر، وأنَّ الأمر يحتاج إلى معالجة بدلاً من تكدُّس هذه النفايات خلف البيوت السكنية.

بدأت سيساي وبمساعدة أربع نساء من قريتها تقرع أبواب البيوت، وتخبر السكان بأن الهواء في القرية قذر، والمرض يتطوَّر... وأخذت تُقنِع الناس بهذا الشعار: "إذا كان بيتكم نظيفاً لكن بيت الجيران وسخاً، فإن هذا ينعكس على صحتكم وعافيتكم..."

لم تكن مُهِمَّة تثقيف السكان سهلة على سيساي، لكنها تابعت وبمساعدة فريقها على توعية زملائها القرويين على أهمية معالجة هذه النفايات، على أن تكون هذه العادة "نهج حياة" وطريقة سلوك يتَّبِعها الجميع...

وبشكلً غير مباشر، بدأت سيساي مع فريقها المتطوِّع بتغيير الدور الذي تلعبه المرأة في مجتمعها... فدور المرأة لا ينحصر فقط في العمل المنزلي من تنظيف وطهو وتربية الأولاد، ثم انتظارالزوج حتى يعود من العمل... لقد أرادتْ سيساي قلب هذه المعادلة، وعن هذا تقول: "إنَّ تغيير هذه الذهنية هي إحدى أولوياتنا..."

أنشأتْ سيساي مركزاً للتدوير البلاستيكي في أقصى شمال غامبيا حيث قريتها الأم، وكان طاقمها من النساء، وتقول سيساي:

"في البداية لم أستطع إقناع هؤلاء النسوة بأننا نستطيع تحويل النفايات البلاستيكية إلى حقائب وأكياس وألعاب للأولاد... لكنني أمضيت ٣ سنوات في تدريبهن، وخلال هذه السنوات علَّمتهنَّ المبادىء السليمة للتدوير، وإدارة الميزانية السليمة، مما أتاح لهن المجال في لعب دورٍ مهم في تحسين البيئة التي يعشن فيها. بالإضافة إلى تخصيص دخلٍ شهري ثابت لهن، أي ما يعادل ٨٠ يورو."

وبمساعدة الإتحاد الأوروبي تَوَسَّعَ عمل سيساي ليغطي معظم مساحة غامبيا، وقد أصبح عدد أعضاء هذه الجمعيَّة ما يفوق ال ٢٠٠٠ سيِّدة في ٤٠ بلدة.

وتقول سيساي: "يبدأ عملي عند الخامسة صباحاً ويستمر حتى وقت متأخر من الليل... بدأنا العمل منذ ١٧ سنة، وها نحن نواصل... أنا سعيدة بهذا النصر...

وبمساعدة مؤسسات لا تبتغي الربح، تقوم جمعيتنا WIG بجمع النفايات البلاستيكية والنفايات العضوية، في مناطق معيَّنة قريبة من البلدة لإعادة تدويرها..."

وتتابع سيساي: "مازال أمامنا طريقاً طويلاً لنسلكه في سبيل تثقيف السكان وتوعيتهم على العلاقة بين صحتنا وبيئتنا... هذه مسألة أساسية، في حين أنَّ ٧٥٪‏ من سكان غامبيا لا يحصلون على التعليم  الأساسي... ولكي نحب البيئة، علينا أن نحب أنفسنا أولاً... فكل شيء مرتبط معاً... وإن أدركنا ذلك، فنحن على السكة الصحيحة..

المرأة, النساء, النظافة, المناخ, غامبيا, البيئة