كتب يتاريخ . نشر في متميزة

دورا مكاري

دورا مكاري

"هدفنا هو إنشاء إصلاحية حضارية وعصرية" تقول دورا...  إمرأة حالمة، لكنها تسعى لتحقيق أحلامها وتحويلها إلى حقيقة

لبنانية هي، أحبَّتْ السلام، ورسَمتْ مشروعها الذي أطلقتْ عليه إسم "مدينة السلام."

بدأتْ حياتها المِهنيَّة كمعلِّمة في إحدى المدارس، وبما أنها لا تحب الروتين، تحوَّلَتْ للعمل على مشروعها الخاص، والمباشرة به.

عام ١٩٨٨ قامَتْ دورا بمبادرةٍ فردية، فكانت أولى من زار السجون للإطّلاع عليها وتحسين أحوالها. وهي أوَّل من قام بتوسيع تلك السجون وترميمها، وأوَّل من أدخَلَ التلفاز إليها. وفي تعليقها على هذه المبادرة تقول دورا:

"كان هذا الأمر بمثابة صفعةٍ لرجال الأمن، إذ لم يكن التعاون حينها مألوفاً بين المجتمع المدني والقوى الأمنية."

ومن السجون إنتقلَتْ دورا مكاري إلى العائلة، حيث عملت على تسهيل معاملات السجناء، فيما يتعلَّق بزيارة الأهل لهم، ومتابعة أحوالهم.

عام ١٩٩٦ وبمبادرةٍ فردية أيضاً، بدأت بتنظيم المهرجانات، فكان معرض "إهدن" السياحي.

عام ٢٠١٠ حصلت دورا على لقب "المرأة النموذج" وبذلك دخل إسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، من خلال حملة "الأيادي البيضاء" والتي تُنظِّمها الجامعة العربية، وكانت حينها أوّٓل حملة من نوعها تُنَظَّم، وقد تمَّ عرضها على أكثر من ٧٠ قناة تلفزيونية في الدول العربية.

يبدو أنَّ دورا تعشق المبادرات الفردية، إذ إنها باشرت بتنفيذ مشروعها "مدينة السلام" بمبادرة فردية أيضاً،  وذلك خلال عام ٢٠١٦. وهذا المشروع يضم مركزاً لإعادة تأهيل الأحداث، ويشمل أيضاً مدرسة داخلية وحدائق، بالإضافة إلى مستوصف صحي. وسيحظى هذا المستوصف بهبات تتمثَّل بمعدات وأدوية طبيَّة للأمراض المزمنة، وبعض المعدات الطبية الأوليّٓة. كما سيحظى المركز بسيارة إسعاف لتغطية أيَّة حوادث طارئة. وقد تمَّ تأمين قطعة أرض مساحتها ١٥ ألف متر مربع، تقع بين طرابلس وزغرتا.

والجدير بالذكر هنا أن هذا المشروع تطابَقَ مع شروط عقد البروتوكول مع الأمم المتحدة، من حيث تأمين البيئة الحاضنة والمناسبة لأطفال الأحداث، والتي ستدعم خطواتهم المستقبلية من خلال تأمين المدرسة ضمن المدينة، بالإضافة إلى مراكز تعليم المهن الحِرَفية، الحدائق العامة، الملاعب الرياضيَّة والمسابح.

"هدفنا هو إنشاء إصلاحية حضارية وعصرية" تقول دورا...

"والقاضي هو من سيزور "مدينة السلام" كي لا يتأثّٓر الطفل نفسيّاً عند توجهه إلى المحكمة وتكبيل يديه...”

نأمل أنَّ الذين سيتخرَّجون من هذه المدرسة يكونون مواطنين أفضل في المجتمع...

لقد بدأتْ الحفريات... وسنبدأ بالملاعب والحدائق من بعدها... وسنتدرَّج رويداً رويداً في المشروع لكي يكون على أكمل وجه..."

دورا مكاري... أنتِ المرأة النموذج لكل سيِّدة... لقد أضأتِ العالم من خلال حبّكِ للعمل الإنساني...

إنتِ وسام نَضَعه بفخرٍ على صدورنا... لكِ منا كل تحيَّة!!

النجاح, العائلة, الحلم, السجن, مدينة السلام